كيف خرج جواز السفر الأمريكي من قائمة أقوى 10 عالميًا؟

كيف خرج جواز السفر الأمريكي من قائمة أقوى 10 عالميًا؟

ماذا حدث؟

في 14 أكتوبر 2025، أصدرت شركة Henley & Partners، المقرها لندن، تقريرها الفصلي لمؤشر جوازات السفر (Henley Passport Index)، الذي يصنف 199 جواز سفر عالمياً بناءً على عدد الوجهات الـ227 التي يمكن الوصول إليها بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول، مستنداً إلى بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).

لأول مرة في تاريخ المؤشر الـ20 عاماً، انخفض جواز السفر الأمريكي من المرتبة العاشرة في يوليو إلى الثانية عشرة، متعادلًا مع ماليزيا، بوصول بدون تأشيرة إلى 180 وجهة فقط، خلف 36 دولة أخرى.

كان الجواز الأمريكي في المرتبة الأولى عام 2014، لكنه شهد تراجعًا تدريجيًا، مع فقدان 2 وجهات في الربع الأخير.

السبب الرئيسي هو تغييرات في الوصول: سحبت البرازيل الإعفاء للأمريكيين في أبريل بسبب عدم المعاملة بالمثل، واستثناء الصين للولايات المتحدة من إعفاءاتها لأوروبا، بالإضافة إلى سياسات بابوا غينيا الجديدة وبورما، وإطلاق الصومال لنظام eVisa، واستثناء فيتنام للأمريكيين من إضافاتها.

في المقابل، حافظت سنغافورة على الصدارة بـ195 وجهة، تليها كوريا الجنوبية (190) واليابان (189)، بينما صعدت الصين 30 مركزًا إلى 64 في عقد.

لماذا هذا مهم؟

يُعد تراجع جواز السفر الأمريكي إشارة إلى تحول جذري في “القوة الناعمة” الأمريكية، حيث يعكس انخفاضًا في الوصول الدبلوماسي العالمي، الذي يُقاس بعدد الدول التي تمنح الإعفاءات، مما يؤثر على حركة الأعمال والسياحة للأمريكيين.

أهميته تكمن في أنه يُبرز تأثير سياسات ترامب الـ”أمريكا أولاً”، مثل الرسوم الجديدة على التأشيرات (زيادة ESTA إلى 40 دولارًا في سبتمبر 2025) والرسوم الـ250 دولارًا للـ”نزاهة التأشيرية”، التي أدت إلى ردود عدم المعاملة بالمثل من دول مثل البرازيل والصين، مما يُقلل الوصول الأمريكي ويُعزز الدول الآسيوية كسنغافورة والإمارات (صعود 34 مركزًا إلى 8).

اقتصاديًا، يزيد من الطلب على الجنسية المزدوجة عبر الاستثمار، حيث أصبح الأمريكيون أكبر طالبين لبرامج الهجرة الاستثمارية في 2025، كما أفادت Henley.

عالميًا، يُوسع الفجوة بين الأقوياء (فارق 169 وجهة مع أفغانستان في 106 بـ24 وجهة)، مما يُعكس تغيرًا في الدبلوماسية، حيث صعدت الصين بإعفاءات لروسيا والخليج، مقابل تراجع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة (إلى 8).

هذا يُؤثر على “القوة الناعمة”، حيث يُرى الجواز الأمريكي كرمز للهيمنة المتراجعة.

ماذا بعد؟

مع استمرار التقرير الفصلي، من المتوقع مزيدًا من التراجع إذا لم تُعدل الولايات المتحدة سياساتها، مثل التفاوض على إعفاءات متبادلة مع الصين أو البرازيل، مما قد يُعيد الجواز إلى العشرة بحلول 2026.

اقتصاديًا، سيزداد الطلب على برامج الجنسية الاستثمارية، مثل “البطاقة الذهبية” بـ5 ملايين دولار التي اقترحها ترامب، للحصول على جوازات أقوى كالإماراتية أو السنغافورية.

دوليًا، قد تُحفز الدول النامية مثل الهند (صعود إلى 77) على تعزيز الدبلوماسية للصعود، بينما يُعمق الفجوة مع الدول الضعيفة كأفغانستان وسوريا (105 بـ26 وجهة).

في النهاية، يعتمد التصحيح على السياسات الأمريكية، حيث قد يُصبح الجواز رمزًا للتراجع إذا استمرت الرسوم، أو يُعيد مكانه بمفاوضات متبادلة، مما يُعكس تحولًا في الديناميكيات العالمية نحو آسيا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *