كيف تُشكّل السعودية مستقبلًا جديدًا لصناعة الموسيقى؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

وسط قلب العاصمة الرياض، افتُتح مؤخرًا مركز الموسيقى السعودي ليكون منصة محورية لإعادة رسم ملامح صناعة الموسيقى في المملكة.

هذا المركز، الذي يجمع بين استوديوهات تسجيل حديثة، وقاعات عروض، ومكتبة موسيقية، ومساحات واسعة للبروفات وورش العمل، بات شاهدًا حيًا على الحراك المتسارع الذي تشهده السعودية في قطاع الموسيقى.

خلف الأبواب المغلقة لغرف الاجتماعات، تحدث التحولات الأعمق؛ حيث يجتمع مديرو الفعاليات ومنظمو المهرجانات والمنتجون الدوليون مع ممثلي الهيئات السعودية لصياغة مشاريع مشتركة تعزز الحراك الموسيقي داخل المملكة.

ومن بين هذه اللقاءات، برز دور منتدى مديري الموسيقى الدولي الذي دشّن مؤخرًا فرعه المحلي في السعودية ليؤكد جدية المملكة في بناء صناعة موسيقية مستدامة.

لماذا هذا مهم؟

خلال السنوات الخمس الماضية، استطاعت هيئة الموسيقى السعودية، تحت إشراف وزارة الثقافة، أن تحقق خطوات ملموسة نحو تأسيس صناعة موسيقية حديثة.

أدخلت الموسيقى إلى المناهج الدراسية بدءًا من رياض الأطفال عام 2022، وأسست الفرقة الوطنية السعودية للأوركسترا والجوقة، التي رفعت اسم المملكة في عواصم مثل باريس ونيويورك وطوكيو.

كما تسعى الهيئة من خلال مبادرة “ذاكرة الموسيقى السعودية” إلى توثيق الأغاني والكلمات التي تعود إلى فترة منتصف الثمانينيات، حفاظًا على التراث الموسيقي الوطني.

هذه المبادرات لم تقتصر على الجانب المحلي فقط، بل جاءت فعاليات مثل “أسبوع الموسيقى بالرياض” لتجمع بين المؤتمرات العالمية كـ”مستقبلات إكس بي للموسيقى” و”مؤتمر مدن الموسيقى”، ولتنتهي بحفلات ضخمة مثل “جوائز بيلبورد أرابيا” و”مهرجان ساوندستورم”، مما أسهم في تسليط الضوء العالمي على المشهد الموسيقي السعودي.

ماذا بعد؟

رؤية السعودية لا تتوقف عند الفعاليات والمهرجانات؛ بل تتجاوز ذلك إلى وضع بنية تحتية رقمية وواقعية تُمكنها من القفز إلى مصاف الدول الرائدة في المجال.

بحسب بول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، فإن الاعتماد على البيانات الدقيقة سيكون حجر الأساس لبناء صناعة موسيقية عادلة وفعالة في عصر الاقتصاد الرقمي.

الهيئة تعمل حاليًا على تأسيس هيئة محلية لإدارة الحقوق وتحقيق العدالة في توزيع العائدات بين المبدعين، كما تتعاون مع هيئة الملكية الفكرية السعودية لتعزيز القوانين المتعلقة بحقوق النشر.

في الوقت الذي تكافح فيه أسواق الموسيقى التقليدية للتغلب على أنظمة قديمة، تجد السعودية نفسها أمام فرصة تاريخية لبناء نموذج عصري وشفاف يعيد الاعتبار لموروثها الموسيقي ويُمهد الطريق لجيل جديد من الفنانين والصناعات الإبداعية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *