ماذا حدث؟
في 26 يونيو 2025، نشر فريق من جامعة فلندرز بأستراليا، بقيادة البروفيسور جوستين تشالكر، دراسة في مجلة “Nature Sustainability” تكشف عن تقنية جديدة لاستخراج الذهب من النفايات الإلكترونية، مثل هواتف الآيفون، بطريقة آمنة ومستدامة.
يحتوي كل هاتف ذكي على حوالي 0.034 غرام من الذهب في لوحات الدوائر الإلكترونية، لكن الطرق التقليدية لاستخراجه تستخدم مواد سامة مثل السيانيد والزئبق، مما يسبب أضرارًا بيئية وصحية.
التقنية الجديدة تستخدم حمض الترايكلوروأيزوسيانوريك (trichloroisocyanuric acid)، وهو مركب شائع في تعقيم المياه، يُفعَّل بماء مالح لإذابة الذهب إلى شكل قابل للذوبان في الماء.
ثم يتم استخلاص الذهب باستخدام بوليمر غني بالكبريت (polysulfide polymer) يرتبط بالذهب بشكل انتقائي، حتى في وجود معادن أخرى.
يمكن بعد ذلك استعادة الذهب بدرجة نقاء عالية عبر تحليل البوليمر حراريًا أو كيميائيًا، مع إعادة تدوير البوليمر والماء المستخدم.
أُثبتت فعالية هذه الطريقة على لوحات دوائر الحواسيب القديمة والنفايات العلمية، مما يجعلها بديلاً واعدًا لتقليل الاعتماد على التعدين التقليدي.
لماذا هذا مهم؟
النفايات الإلكترونية، التي بلغت 62 مليون طن في 2022 ومن المتوقع أن تصل إلى 82 مليون طن بحلول 2030، تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب، لكن أقل من 25% منها يُعاد تدويرها بشكل صحيح.
الطرق التقليدية لاستخراج الذهب تُسبب تلوثًا بيئيًا خطيرًا، خاصة في التعدين الحرفي، حيث يُعد الزئبق أكبر مصدر للتلوث عالميًا.
التقنية الجديدة توفر حلاً مستدامًا، إذ تستخدم مواد غير سامة وتدعم الاقتصاد الدائري من خلال إعادة تدوير البوليمر والماء.
هذا الابتكار يمكن أن يقلل الاعتماد على التعدين الأولي، الذي يتسبب في إزالة الغابات وتلوث المياه، ويدعم ملايين عمال التعدين الحرفي في المناطق الريفية ببدائل آمنة.
ماذا بعد؟
على الرغم من النتائج الواعدة، فإن التقنية ليست جاهزة بعد للاستخدام المنزلي بسبب تعقيداتها وتكلفتها.
يخطط فريق فلندرز للتعاون مع الصناعة والحكومات لاختبار الطريقة في عمليات التعدين الصغيرة، مع التركيز على تكبير حجم إنتاج البوليمر وتحسين كفاءة التكلفة لمنافسة الطرق التقليدية.
للأفراد، يُنصح بتسليم الأجهزة القديمة إلى مراكز إعادة التدوير المعتمدة، حيث يمكن للمتخصصين تطبيق هذه التقنية مستقبلاً.
يجب أن تدعم الحكومات والمنظمات البيئية هذا الابتكار لتقليل التلوث وتعزيز إعادة التدوير، خاصة في الدول النامية حيث تُهدر كميات هائلة من النفايات الإلكترونية.
إذا نجحت هذه الجهود، قد تصبح هذه التقنية معيارًا عالميًا، مما يقلل التأثير البيئي ويدعم الاقتصادات المحلية عبر “التعدين الحضري”.