كتب- محمد النجار:
في عصر يتدفق فيه سيل من الأخبار السلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل الوقوع في فخ “التصفح الكارثي” أو “doomscrolling”، حيث تقضي ساعات في التمرير عبر الأخبار المقلقة دون أن تشعر.
هذا السلوك لا يؤثر فقط على صحتك النفسية، بل يمكن أن يعطل نومك ويزيد من شعورك بالقلق.
الخبر السار هو أن هناك طرقًا فعالة لمواكبة الأحداث دون أن تطغى عليك السلبية.
لماذا نقع في فخ التصفح الكارثي؟
غالبًا ما نجد أنفسنا نتصفح الأخبار بشكل مستمر بحثًا عن إحساس زائف بالسيطرة في عالم مليء بالشكوك، فنعتقد أن معرفة كل التفاصيل ستمنحنا القدرة على التحكم في الأمور، لكن الحقيقة هي أن معظم هذه المعلومات ليست قابلة للتطبيق ولا تغير من واقعنا، فبدلاً من ذلك، تتركنا منهكين وقلقين.
كيف نحمي أنفسنا؟
– اختر مصادرك بعناية: بدلاً من السماح لخوارزميات التواصل الاجتماعي بتحديد ما تشاهده، اختر بضع مصادر إخبارية موثوقة، فهذا يشبه اتباع نظام غذائي متوازن لعقلك.
– ضع حدودًا زمنية: خصص وقتًا محددًا خلال اليوم لقراءة الأخبار، مثل فترة الصباح مع فنجان القهوة أو أثناء استراحة الغداء، وتجنب تصفح الأخبار قبل النوم بساعة أو ساعتين لتمنح عقلك فرصة للراحة.
– كن مستهلكًا نشطًا: بدلاً من التمرير العشوائي، اختر مقالة أو مقالتين لقراءتها بعمق، وناقش الأخبار مع الأصدقاء أو العائلة لمعالجة مشاعرك، وابحث عن القصص الإخبارية التي تركز على الحلول والإيجابيات.
– استخدم التطبيقات المساعدة: هناك العديد من التطبيقات التي تساعدك على إدارة وقت الشاشة وتحد من التصفح العشوائي، حيث يمكنك استخدام ميزات مثل “وقت الشاشة” في أجهزة آبل أو “الرفاهية الرقمية” في أندرويد لمراقبة عاداتك ووضع حدود لاستخدام التطبيقات.
الانفصال ليس الحل
الابتعاد عن الأخبار لا يعني تجاهل العالم من حولك، بل هو شكل من أشكال العناية الذاتية، حيث أظهرت تظهر أن الأشخاص الذين يضعون حدودًا صحية لاستهلاك الأخبار يكونون أكثر قدرة على المشاركة الفعالة في القضايا المهمة واتخاذ إجراءات بناءة عند الحاجة.
نصائح إضافية
– كن واعيًا بمشاعرك: إذا لاحظت علامات القلق أو التوتر أثناء تصفح الأخبار، خذ استراحة.
– ابحث عن الإيجابيات: ركز على القصص التي تسلط الضوء على التغيير الإيجابي والحلول المبتكرة.
– اتخذ إجراءات ذات معنى: إذا كانت هناك قضية تهمك، حاول المشاركة فيها بشكل فعال بدلاً من الاكتفاء بالمشاهدة.
باتباع هذه النصائح واستخدام الأدوات المناسبة، يمكننا تحقيق توازن بين البقاء على اطلاع والحفاظ على صحتنا النفسية.