ماذا حدث؟
منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، فرضت الحركة قيوداً متزايدة على النساء الأفغانيات، حيث أغلقت المدارس الثانوية للبنات، ومنعت النساء من العمل في معظم الوظائف إلا في التعليم الأساسي والرعاية الصحية، وفرضت الحجاب الإلزامي، وأصدرت أكثر من 80 مرسوماً يحد من حريتهن.
في أكتوبر 2024، أصدر وزير الترويج للفضيلة حكماً يمنع النساء من رفع أصواتهن حتى في المناسبات الدينية، مما يجرم ممارسة الإيمان بحرية. رغم ذلك، لجأت النساء إلى أشكال مقاومة سرية: منظمة “ساتورديز الأرجوانية” تنظم احتجاجات تحت الأرض وترسم جدراناً تعبر عن التمرد، بينما يُديرن مدارس سرية ويستخدمن الإنترنت لتوثيق الانتهاكات ونشر الفنون.
في المناطق المتضررة من الزلازل، مثل أكتوبر 2025، ساعدت النساء في الإغاثة رغم الحظر على عملهن، وفي كابول، يُديرن متاجر عبر الإنترنت ويدرّبن القابلات سراً.
هذه الجهود تُسجل في تقارير منظمات مثل “تعلم أفغانستان” و”أون وومن”، حيث يُساهم 80% من النساء الشابات في الأعمال المنزلية والرعاية رغم اليأس.
لماذا هذا مهم؟
تُمثل مقاومة النساء الأفغانيات تحدياً مباشراً لأيديولوجيا طالبان الذكورية التي ترى في المرأة تهديداً للنظام، مما يُعرّضهن للضرب والاعتقال والتعذيب، كما حدث في احتجاجات 2021 حيث احتُجزت مئات في حرائق الصيف.
هذه المقاومة ليست فردية، بل جماعية، حيث توثق الانتهاكات لمحاسبة طالبان أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتُعرّي “الأبارتايد الجنسي” كجريمة ضد الإنسانية.
في ظل فقدان 80% من النساء الشابات للتعليم والعمل، تُحافظ هذه الجهود على الهوية الأفغانية، وتُثير الضمير العالمي، كما في حملات “أون وومن” التي سجلت استشارات مع آلاف النساء.
أهميتها تكمن في أنها تُكشف فشل طالبان في إسكات النساء، وتُعيد صياغة الرواية الدولية عن أفغانستان كبلد يقاوم الظلم، لا يخضع له، مما يُعزز الضغط على الدول لفرض عقوبات أقوى.
ماذا بعد؟
مع استمرار القيود، ستزداد المقاومة السرية، حيث يُتوقع توسع المدارس السرية والفنون الرقمية في 2026، مدعومة بشبكات دولية مثل “تعلم أفغانستان” التي تدرّب القابلات رغم الحظر. إذا نجحت حملات التوثيق، قد تُقيم المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات في “الأبارتايد الجنسي” بحلول 2027، مما يُعزز الدعم الدولي للنساء.
طالبان قد تُشدد الرقابة، لكن النساء سيستمرن في الاحتجاجات الافتراضية والإغاثة الميدانية، كما في الزلازل الأخيرة.
في النهاية، ستُحدد هذه المقاومة مصير أفغانستان، إما بانتصار النساء للحرية أو تعميق اليأس، مع الحاجة العالمية إلى تضامن فوري لتعزيز أصواتهن.