كيف أخطأت الخرائط في رسم قارة إفريقيا عبر قرون طويلة؟

كيف أخطأت الخرائط في رسم قارة إفريقيا عبر قرون طويلة؟

ماذا حدث؟

أطلق الاتحاد الإفريقي حملة #CorrectTheMap في أغسطس 2025، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التخلي عن خريطة العالم التقليدية المعتمدة على إسقاط ميركاتور، التي صيغت قبل 450 عامًا لأغراض الاستكشاف الاستعماري والتجارة البحرية.

هذا الإسقاط، الذي أصبح شائعًا في الحكومات والتعليم، يبالغ في حجم المناطق القريبة من القطبين، مثل أمريكا الشمالية وأوراسيا، بينما يقلل من حجم إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

إفريقيا، كأكبر قارة في نصف الكرة الجنوبي، تظهر أصغر بكثير مما هي عليه، حيث تبدو غرينلاند، على سبيل المثال، بحجم إفريقيا رغم أن الأخيرة أكبر بـ14 مرة.

تدعو الحملة، التي حظيت بأكثر من 4500 توقيع، إلى اعتماد إسقاط Equal Earth لعام 2018، الذي يصحح هذه التشوهات ويعكس الأحجام الحقيقية للقارات بدقة أكبر.

لماذا هذا مهم؟

إسقاط ميركاتور ليس مجرد خطأ تقني، بل أداة استعمارية شكلت تصورات العالم عن إفريقيا لقرون.

خلال الاستعمار، استخدمت الخرائط الأوروبية لتصوير إفريقيا كأرض قابلة للاستغلال، متجاهلة المعارف الجغرافية للسكان الأصليين.

مؤتمر برلين عام 1885، الذي قسم إفريقيا دون تمثيل إفريقي، عزز هذا النهج.

الخرائط، كوسيلة لرواية القصص، ليست محايدة؛ فهي تؤثر على كيفية رؤية الناس للعالم، من الأطفال إلى القادة.

تصغير حجم إفريقيا يعزز التصورات السلبية ويقلل من أهميتها الجيوسياسية والثقافية.

حملة #CorrectTheMap تمثل دعوة لاستعادة الكرامة الإفريقية، وتطالب بتمثيل عادل يعكس الحجم الحقيقي للقارة وأهميتها، مما يساعد على إعادة تشكيل الخطاب العالمي حول إفريقيا.

ماذا بعد؟

تبني إسقاط Equal Earth قد يشجع المؤسسات التعليمية والحكومية على إعادة تقييم الخرائط المستخدمة، مما يعزز الوعي بحجم إفريقيا الحقيقي وأهميتها.

هذا التغيير قد يؤثر على السياسات الدولية، خاصة في المفاوضات الاقتصادية والبيئية التي تعتمد على التصورات الجغرافية.

ومع ذلك، قد يواجه مقاومة من مؤسسات متمسكة بإسقاط ميركاتور لأسباب تقليدية أو عملية.

على المدى الطويل، يمكن أن تدفع هذه الحملة إلى إصلاحات في تعليم الجغرافيا، مع التركيز على الإسقاطات التي تحترم التناسب الحقيقي، مثل Gall-Peters أو Equal Earth.

كما قد تلهم حركات مماثلة في مناطق أخرى بالجنوب العالمي للمطالبة بتمثيل عادل.

نجاح الحملة يعتمد على الدعم الدولي واستعداد المجتمع الدولي لمواجهة إرث الخرائط الاستعمارية، مما يعزز صورة إفريقيا كقوة جيوسياسية ذات وزن حقيقي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *