ماذا حدث؟
منذ تعيين روبرت إف كينيدي جونيور وزيراً للصحة والخدمات البشرية في فبراير 2025، تعرضت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لضغوط للتخلي عن نهجها القائم على الأدلة العلمية.
تصاعدت الأزمة في أغسطس 2025 عندما أُقيلت المديرة سوزان موناريز، بعد أقل من شهر في منصبها، لرفضها الموافقة على توجيهات غير علمية.
استُبدلت موناريز بجيم أونيل، نائب وزير الصحة، الذي لا يملك خلفية طبية أو علمية، مما أثار انتقادات واسعة، وفي نفس اليوم، استقال ثلاثة مسؤولين كبار، بما في ذلك كبير الأطباء ومسؤولون عن اللقاحات والأمراض الناشئة.
بحلول أبريل، طالت التخفيضات 25% من موظفي المراكز و35% من عقودها، مما أدى إلى إلغاء برامج للوقاية من التسمم بالرصاص والأمراض المنقولة جنسياً، بما في ذلك فيروس HIV (الإيدز).
كما أصدر ترامب أوامر تنفيذية بإلغاء عضوية الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية وتعليق المساعدات التنموية الخارجية، مما أوقف برامج لمكافحة الملاريا والسل والإيدز.
لماذا هذا مهم؟
تُعد مراكز السيطرة على الأمراض ركيزة أساسية للصحة العامة الأمريكية والعالمية، حيث ساهمت تاريخياً في القضاء على الجدري ومكافحة الإيبولا ودعم أكثر من 60 دولة في تعزيز قدراتها الصحية.
التخفيضات الكبيرة في الموظفين والميزانية، إلى جانب تعيين قيادات تفتقر للخبرة العلمية، تهدد بتقويض قدرة المراكز على مواجهة الأزمات الصحية.
على سبيل المثال، إغلاق فرع صحة الأم والطفل، الذي دعم الوقاية من الإيدز للنساء الحوامل في الدول الفقيرة، يُضعف الجهود العالمية لمكافحة الأمراض.
قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية وإلغاء 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) يُنذر بزيادة محتملة في الوفيات بمقدار 14 مليون بحلول 2030، خاصة في دول تعاني من نزاعات مثل السودان.
هذه الفوضى تُهدد ثقة العالم في المراكز كمؤسسة صحية رائدة.
ماذا بعد؟
الآثار العالمية لهذه الفوضى قد تكون كارثية إذا لم تُعالج، فالدول الفقيرة، التي تعتمد على دعم المراكز في مكافحة الأمراض المعدية، قد تواجه زيادة في تفشي الأوبئة مثل الملاريا والإيبولا.
يجب على الحكومات والمنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، التعاون لسد الفجوة الناتجة عن انسحاب الولايات المتحدة.
قد تستثمر دول مثل الصين والاتحاد الأوروبي في برامج صحية عالمية لتعويض النقص، لكن ذلك قد يغير موازين القوى الصحية العالمية.
داخلياً، يُرجح أن يؤدي فقدان الثقة في المراكز إلى انخفاض معدلات التطعيم، مما يزيد من مخاطر الأمراض القابلة للوقاية.
بدون تدخل عاجل من المجتمع الدولي، قد تتفاقم الأزمات الصحية، مما يؤثر على ملايين الأرواح.