ماذا حدث؟
في السنوات الأخيرة، شهدت الجزائر عودة ملحوظة للعلاجات الطبية التقليدية والشعبية، خاصة في المناطق الريفية والجنوبية، حيث يلجأ كثيرون إلى “الكي بالنار” كعلاج أخير لآلام المفاصل، الظهر، والعرق النسا، رغم تحذيرات الأطباء من مخاطره.
يُمارس الكي باستخدام حديد محمّى أو أعشاب مشتعلة للحرق الموضعي، ويُعتقد أنه يُزيل “السموم” أو “الريح” المسبّب للألم، وفق موروث شعبي يعود إلى الإغريق والرومان.
انتشرت هذه الممارسة مع أزمة الطب الحديث، حيث يُعاني 70% من الجزائريين من نقص في الرعاية الصحية، مما دفع السلطات إلى تنظيمها جزئياً عبر نقابة المعالجين التقليديين في 2023.
أثار الممارسة جدلاً واسعاً في سبتمبر 2025، بعد وفاة امرأة في ولاية الجزائر بسبب كي غير محترف، وانتشار فيديوهات على “تيك توك” تُروّج للكي كعلاج للعقم والأورام، مما أدى إلى حملة توعية من وزارة الصحة وحظر بعض الممارسات غير الآمنة.
لماذا هذا مهم؟
يُعكس انتشار الكي بالنار صراعاً بين التراث والحداثة في الجزائر، حيث يُعتمد عليه 40% من السكان في المناطق الريفية بسبب نقص الأطباء (1.7 لكل 1000 نسمة) وارتفاع التكاليف الطبية، مما يُهدِّد الصحة العامة بمضاعفات مثل العدوى والحروق الدائمة.
أهميته تكمن في أنه يُبرز فجوة الرعاية الصحية، حيث يُفضِّل 60% من الجزائريين العلاج التقليدي لـ”الثقة في الطبيعي”، لكنه يُخفي استغلالاً تجارياً، كما يحذِّر الدكتور أمحمد كواش، مُطَالِبًاْ بتأطير طبي.
كما يُثير جدلاً اجتماعياً حول “الوصاية”، حيث يُرى الكي كرمز للصمود الشعبي، لكنه يُعرِّض النساء للأذى أكثر، مُعَكْسًاْ عدم المساواة.
هذا الانتشار يُهدِّد التقدُّم الطبي، مع ارتفاع الوفيات بنسبة 15% من العلاجات غير المنظمة في 2024.
ماذا بعد؟
مع الحملة التوعوية، يُتوقّع أن تُصْدِرْ وزارة الصحة قوانين تنظيمية في أكتوبر 2025، تُطالبْ بترخيص المعالجين وتدريب على السلامة، مُقْلِلَةْ المخاطر بنسبة 30%.
قد تُؤدي المنظمات مثل “سام” إلى دعاوى قضائية ضد الممارسين غير المؤهلين، لكن التقاليد ستستمر في الريف.
على المدى الطويل، إذا نجح التأطير، قد يُدمج الكي كعلاج مكمَّلْ، مُحَسِّنًاْ الصحة، لكن الفشل سيُعمق الفجوة.
في النهاية، يعتمد الأمر على التوعية؛ فحملات ناجحة قد تُوازنْ بين التراث والحداثة، وإلا سيستمر الجدل.