ماذا حدث؟
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن استخدام الهاتف الذكي أثناء الجلوس على المرحاض يزيد من مخاطر الإصابة بالبواسير بنسبة تصل إلى 46%.
أجريت الدراسة على 125 شخصاً تزيد أعمارهم عن 45 عاماً في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، حيث خضع المشاركون لفحوصات تنظير القولون.
سُئل المبحوثين عن عاداتهم في استخدام الهواتف أثناء استخدام المرحاض، بما في ذلك مدة الجلوس والأنشطة مثل قراءة الأخبار (54.3%) أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي (44.4%).
وجدت الدراسة أن 66% من المشاركين استخدموا هواتفهم، وأن هؤلاء قضوا وقتاً أطول على المرحاض، حيث أمضى 37.3% منهم أكثر من خمس دقائق، مقارنة بـ7% فقط ممن لم يستخدموا هواتفهم.
أكدت النتائج أن طول مدة الجلوس، وليس الإجهاد أثناء التبرز، هو العامل الرئيسي في زيادة مخاطر البواسير.
لماذا هذا مهم؟
البواسير، وهي أنسجة دموية طبيعية بالقرب من فتحة الشرج، تصبح مشكلة عندما تتورم، مسببة ألماً أو نزيفاً أو كتلة داخلية أو خارجية.
أكثر من نصف الأشخاص يعانون من البواسير في مرحلة ما، خاصة مع عوامل مثل العمر المتقدم، الحمل، السمنة، أو الإمساك المزمن.
الدراسة تسلط الضوء على مخاطر الجلوس الطويل على المرحاض، حيث يفتقر مقعد المرحاض لدعم عضلات قاع الحوض، مما يزيد الضغط على الأوردة الشرجية ويؤدي إلى تجمع الدم، مما يعزز الإصابة بالبواسير.
هذه العادة، التي أصبحت شائعة مع انتشار الهواتف الذكية، قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة صحية يمكن الوقاية منها، مما يجعل الوعي بها ضرورياً لتحسين الصحة العامة.
ماذا بعد؟
تؤكد الدراسة أهمية تقليل وقت الجلوس على المرحاض لتجنب البواسير، ويُنصح بترك الهاتف خارج الحمام لتجنب الانشغال وتقليل التعرض للجراثيم.
كما يُوصى بزيادة تناول الألياف من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وشرب كميات كافية من الماء لتسهيل التبرز وتقليل الإجهاد.
إذا ظهرت أعراض مقلقة مثل النزيف أو الألم أو وجود كتلة في منطقة الشرج، يجب استشارة الطبيب للتقييم والعلاج.
هذه النتائج تدعو إلى دراسات مستقبلية أوسع تشمل فئات عمرية متنوعة لتأكيد النتائج، مع الحاجة إلى تحسين تصميم مقاعد المراحيض لدعم قاع الحوض.
تبني هذه العادات الصحية يمكن أن يقلل بشكل كبير من انتشار البواسير ويحسن نوعية الحياة.