ماذا حدث؟
في 5 ديسمبر 2025، أعلنت نتفليكس اتفاقاً لشراء استوديوهات وارنر بروس ديسكفري (WBD) وخدمة البث HBO Max بقيمة 72 مليار دولار (إجمالي 82.7 مليار مع الديون)، بعد فوزها في مزايدة تنافسية مع باراماونت سكاي دانس وكومكاست.
الصفقة تشمل استوديوهات الأفلام والتلفزيون، مكتبة ضخمة تضم هاري بوتر وفريندز وغيم أوف ثرونز، لكنها تستثني قنوات الكابل مثل CNN وTNT وديسكفري، التي ستُفصل في شركة مستقلة بحلول صيف 2026.
ردّاً على ذلك، أطلقت باراماونت عرضاً مضادًا بـ108.4 مليار دولار لشراء WBD كاملة في 8 ديسمبر، مدعوماً بتمويل من صناديق سيادية خليجية.
نتفليكس وعدت بالحفاظ على الإصدارات السينمائية، لكن الصفقة تواجه تحقيقات مكثفة من الجهات التنظيمية الأمريكية والأوروبية بسبب مخاوف الاحتكار.
لماذا هذا مهم؟
الصفقة تُمثّل تحولاً تاريخياً في هوليوود، حيث تُصبح نتفليكس – التي بنت إمبراطوريتها على البث – مالكة لأحد أقدم الاستوديوهات، مما يُعزّز سيطرتها على السوق بنسبة تزيد عن 50% من الاشتراكات المدفوعة.
الجدل ينبع من مخاوف الاحتكار: تقليل المنافسة يُؤدي إلى ارتفاع الأسعار وفقدان الوظائف (آلاف في الاستوديوهات والسينما)، وتهديد دور العرض التقليدية، حيث يُخشى أن تُفضّل نتفليكس البث الفوري.
استثناء قنوات الكابل يُظهر تراجع نموذج التلفزيون التقليدي، لكن يُثير تساؤلات عن مستقبل HBO كعلامة مستقلة.
عرض باراماونت المضاد يُعقّد الأمر، مع دعم سياسي محتمل من إدارة ترامب، مما يُهدّد بمعركة قانونية طويلة.
الجدل يُعكس أزمة الصناعة: الاندماجات تُنقذ الشركات من الانهيار، لكنها تُقلّل التنوع الإبداعي وتُركّز السلطة في يد قلة.
ماذا بعد؟
مع توقيع مجلس إدارة WBD للصفقة مع نتفليكس، سيبدأ تحقيق تنظيمي أمريكي وأوروبي في يناير 2026، قد يستغرق 12-18 شهراً، مع مخاطر رفض أو شروط صارمة مثل بيع أصول.
عرض باراماونت المضاد سيُقدّم للمساهمين بحلول ديسمبر 2025، مما قد يُرفع السعر أو يُجبر نتفليكس على الانسحاب.
إذا نجحت نتفليكس، ستُدمج HBO Max في منصتها بحلول 2027، مع حزم مشتركة وزيادة الإنتاج، لكن سيحدث خسائر وظائف وإغلاق استوديوهات.
باراماونت قد تُوسّع عرضها إذا دعمها ترامب، وفي النهاية، ستُعيد الصفقة رسم خريطة الترفيه، مع عملاق واحد يسيطر على المحتوى، مما يُسرّع “إعادة التجميع” لكن يُثير مخاوف احتكارية طويلة الأمد.