زمن العودة.. ماذا يعني رجوع يهود سوريا إليها؟

#image_title

ماذا حدث؟

بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها بعيدًا عن وطنه، عاد الحاخام يوسف حمرا ونجله هنري إلى العاصمة السورية دمشق، حيث أعلنا من هناك أملهما في عودة بقية أبناء الطائفة اليهودية التي كادت تختفي تمامًا من البلاد.

فبعد أن كانت الجالية اليهودية في سوريا تضم الآلاف في فترات سابقة، لم يتبقَّ اليوم سوى أقل من عشرة أشخاص، وذلك بعد موجات الهجرة التي شهدتها تسعينيات القرن الماضي عقب سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بالمغادرة.

وكانت سوريا قد فرضت قيودًا مشددة على اليهود لعقود طويلة، شملت منعهم من السفر وفرض قيود صارمة على حقوق التملك والعمل، مما دفع معظمهم إلى مغادرة البلاد تدريجيًا.

لماذا هذا مهم؟

تشير هذه الزيارة إلى تحولات جديدة في المشهد السوري بعد سقوط النظام السابق، حيث أتاحت السلطات الجديدة للحاخام يوسف حمرا وأفراد من الجالية اليهودية زيارة البلاد، وهو ما لم يكن ممكنًا في ظل الحكم السابق.

نظمت الزيارة “المنظمة السورية للطوارئ”، وهي مجموعة ضغط مقرها في الولايات المتحدة، حيث التقى الوفد بممثلين عن الحكومة الانتقالية، وجال في الحي اليهودي بدمشق، كما زار كنيس جوبر، أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، والذي تعرض للدمار خلال الحرب الأهلية.

وتمثل هذه العودة الرمزية دلالة قوية على إمكانية استعادة التنوع الديني والثقافي الذي طالما تميزت به سوريا قبل الصراعات الأخيرة، كما تُطرح تساؤلات حول إمكانية استعادة اليهود السوريين لتراثهم وممتلكاتهم، خاصة في ظل التغيرات السياسية الجديدة.

ماذا بعد؟

مع تغير موازين القوى في سوريا، تأمل الجالية اليهودية في إعادة بناء وجودها في البلاد، حيث أعرب الحاخام حمرا عن رغبته في أن يرى أبناؤه وأحفاده الكنيس اليهودي في دمشق، معتبرًا إياه “تحفة فنية” يجب الحفاظ عليها.

في المقابل، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذا الطموح، خاصة أن كثيرًا من المعابد والمواقع اليهودية تضررت أو دمرت بفعل الحرب.

على المستوى السياسي، تعهدت السلطات الانتقالية السورية بحماية التراث الديني لجميع الطوائف، ولكن المخاوف من تصاعد النزعات الدينية المتشددة ما زالت تثير قلق الأقليات.

يرى معاذ مصطفى، رئيس “المنظمة السورية للطوارئ”، أن المجتمع اليهودي في الخارج يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم جهود إعادة الإعمار بعد الحرب المستمرة في سوريا لأكثر من عقد.

وفي ظل مراقبة المجتمع الدولي للأوضاع في سوريا، يظل السؤال المطروح: هل ستكون هذه الخطوة بداية لاستعادة التنوع الديني المفقود في البلاد، أم أنها مجرد حدث رمزي في مشهد سياسي غير مستقر؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *