دراسة جديدة: الرجال المنفصلون أكثر عرضة للانتحار

دراسة جديدة: الرجال المنفصلون أكثر عرضة للانتحار

ماذا حدث؟

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ملبورن وجامعة ديكين، أن الرجال المنفصلون عن شركائهم أكثر عرضة للانتحار بنحو خمس مرات مقارنة بالرجال المتزوجين.

استندت الدراسة إلى تحليل 75 دراسة عالمية شملت أكثر من 106 ملايين رجل في 30 دولة، مما يجعلها الأولى من نوعها في تقييم مخاطر الانتحار لدى الرجال بعد انهيار العلاقات العاطفية.

وجدت الدراسة أن الرجال المطلقين أكثر عرضة للانتحار بمعدل 2.8 مرة مقارنة بالمتزوجين، بينما يرتفع هذا المعدل إلى 4.8 مرات للرجال المنفصلين.

الأكثر إثارة للقلق هو أن الرجال المنفصلين دون سن 35 عامًا يواجهون مخاطر أعلى بكثير، حيث تبلغ احتمالية انتحارهم تسع مرات أكثر من الرجال المتزوجين في نفس الفئة العمرية.

ركزت الدراسة على فهم أسباب هذا الارتباط، مشيرة إلى أن الضغط العاطفي الشديد والانعزال الاجتماعي بعد الانفصال يلعبان دورًا رئيسيًا في تفاقم مخاطر الانتحار لدى الرجال.

لماذا هذا مهم؟

تُعد هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة لأنها تلقي الضوء على أزمة صحية عقلية خطيرة تؤثر على الرجال بشكل غير متناسب، حيث يشكل الرجال ثلاثة أرباع حالات الانتحار في العديد من الدول، بما في ذلك أستراليا.

تشير البيانات إلى أن مشاكل العلاقات العاطفية، بما في ذلك الانفصال والطلاق، تُعد عاملاً رئيسيًا في ثلث حالات الانتحار بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا.

تكشف الدراسة عن تحديات فريدة يواجهها الرجال بعد انهيار العلاقات، مثل صعوبة تنظيم المشاعر السلبية كالحزن، والخجل، والقلق، فضلاً عن العزلة الاجتماعية الناتجة عن فقدان الدعم العاطفي الذي غالبًا ما توفره الشريكة في العلاقات.

تؤكد الدراسة أن الرجال، خاصة في العلاقات التقليدية، يعتمدون بشكل كبير على شريكاتهم كمصدر أساسي للدعم الاجتماعي والعاطفي، مما يجعل الانفصال أكثر خطورة بالنسبة لهم مقارنة بالنساء، اللواتي غالبًا ما يمتلكن شبكات دعم اجتماعية أوسع.

كما تسلط الدراسة الضوء على تأثير ثقافة “الرجولة” التي تشجع الرجال على كبت مشاعرهم، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الأزمات العاطفية.

ماذا بعد؟

تواجه المجتمعات تحديًا كبيرًا في معالجة هذه الأزمة، حيث لا توجد حلول بسيطة لمنع الانتحار بعد انهيار العلاقات، لكن الدراسة تقترح عدة سبل للتدخل.

يمكن البدء بتعليم الشباب مهارات التعامل مع نهاية العلاقات، بما في ذلك قبول الرفض وإدارة المشاعر الصعبة، لتقليل الضغط النفسي المرتبط بالانفصال.

كما يُوصى بإنشاء مجموعات دعم مخصصة للرجال الذين يمرون بالانفصال، لتقليل العزلة الاجتماعية وتعزيز التواصل البناء.

من المهم أيضًا تدريب أخصائيي الصحة النفسية على التعامل مع الرجال في هذه المرحلة الحرجة، لضمان تقديم دعم فعال يساعدهم على تجاوز الأزمة.

على المستوى الاجتماعي، يجب تغيير طريقة تقديم الدعم للرجال، بعيدًا عن النصائح النمطية مثل “العودة سريعًا إلى العلاقات”، والتركيز بدلاً على الاستماع لهم وقبول مشاعرهم دون إنكار أو تقليل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *