“حراس الأمن” يمنحون العلماء جائزة نوبل في الطب

"حراس الأمن" يمنحون العلماء جائزة نوبل في الطب

ماذا حدث؟

في 6 أكتوبر 2025، منحت لجنة جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا جائزة العام لثلاثة علماء – شيمون ساكاغوشي من جامعة أوساكا في اليابان، ماري إي. برانكو من معهد علم الأحياء المنظومي في سياتل، وفريد رامسديل من شركة سونوما بايوثيرابيوتيكس – لكشفهم عن “حراس الأمن” في الجهاز المناعي، المعروفين بخلايا T التنظيمية (Tregs).

اكتشف ساكاغوشي في التسعينيات دور هذه الخلايا في منع الهجوم المناعي على الأنسجة الذاتية، بينما حدد برانكو ورامسديل بروتين FoxP3 الذي يُميِّز هذه الخلايا.

الدراسات أظهرت كيف تُثبِّط Tregs الاستجابات المناعية الضارة، مما يُفسِّر لماذا يُهاجم الجهاز المناعي الجسم في أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري من النوع الأول.

الجائزة، التي تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 870 ألف جنيه إسترليني)، تُقسَم بين الثلاثة، وتُعترف بأبحاثهم التي غيَّرت فهم المناعة.

لماذا هذا مهم؟

اكتشاف Tregs يُعدُّ ثورة في علم المناعة، حيث يُفسِّر كيف يحافظ الجسم على التوازن بين مكافحة العدوى ومنع الهجوم على الخلايا الذاتية، مما يُسبِّب أمراضًا مناعية تُصيب 5-8% من السكان.

قبل هذه الأبحاث، اعتُقِد أن الغدة الصعترية تُقِلِّل الخلايا المناعية الضارة في الطفولة المبكرة، لكن ساكاغوشي أظهر وجود خلايا تنظيمية متخصصة تُثبِّط الاستجابات المناعية الزائدة.

بروتين FoxP3، الذي حدَّده برانكو ورامسديل، يُمكِّن عزل هذه الخلايا للدراسة، مما فتح آفاقًا لعلاجات جديدة. هذه الاكتشافات ساهمت في تطوير أدوية مثل “أوريوكسيماب” لعلاج التهاب المفاصل، وتحسين لقاحات السرطان والزرعات.

الجائزة تُبرز أهمية المناعة في مكافحة الأمراض المزمنة، التي تُكلِّف العالم تريليونات الدولارات سنويًا، وتُعزِّز الوعي بأبحاث المناعة التي أنقذت ملايين الأرواح.

ماذا بعد؟

ستُحفِّز الجائزة أبحاثًا جديدة لتطوير علاجات مناعية، مثل استخدام Tregs في العلاج الجيني للأمراض المناعية الذاتية والسرطان، مع توقعات بأن يُساهم ذلك في إطالة متوسط العمر بنسبة 5-10 سنوات بحلول 2040.

كما قد يُؤدي إلى تحسين لقاحات كوفيد-19 وأدوية الزرع، مما يُقلِّل رفض الجسم للأعضاء.

ومع ذلك، يواجه الباحثون تحديات مثل تكلفة العلاجات وتأثيرها على الأنظمة الصحية العالمية.

على المدى الطويل، قد يُعيد هذا الاكتشاف تشكيل الطب الوقائي، مع التركيز على تعزيز المناعة الذاتية، لكن يتطلب تعاونًا دوليًا لجعل العلاجات متاحة للجميع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *