ماذا حدث؟
في ساعات الصباح الباكر من 3 نوفمبر 2025، أفادت مصادر طبية وأسرية في بلدية الزبوجة بولاية الشلف (211 كم غرب الجزائر العاصمة) أن جنازة سيدة أُعلن وفاتها في المستشفى تحولت إلى لحظة فرح قصيرة عندما استعادت وعيها أثناء نقل جثمانها إلى مقبرة بن يزة للدفن.
كانت العائلة قد أعدت بيت عزاء وأكملت الإجراءات الشرعية بعد إعلان الوفاة، لكن السيدة فتحت عينيها فجأة داخل النعش قبل الدفن بدقائق، مما أثار صدمة وفرحًا غامرًا بين الحاضرين الذين صاحوا “الحمد لله” وأعلنوا “عودتها للحياة”.
نقلت السيدة فورًا إلى المستشفى، لكن الفرحة لم تدم؛ توفيت بعد ساعات قليلة من الاستيقاظ، مُحولةً اللحظة إلى مأساة مزدوجة.
انتشر الفيديو على وسائل التواصل، مُثيرًا جدلاً واسعًا حول دقة التشخيصات الطبية، مع تعليقات تُشكك في سوء الإدارة أو “التسرع” في إعلان الوفاة.
أكدت المصادر أن الحادثة حدثت في ظروف طبية غير مُفصَّلة، مع احتمال غيبوبة عميقة أو وفاة كلينيكية.
لماذا هذا مهم؟
أثارت الحادثة نقاشًا عميقًا حول دقة الإجراءات الطبية في الجزائر، حيث أكد الدكتور محمد كواش، مختص في الصحة العامة، أن إعلان الوفاة يجب أن يتم بعد فحص طبي دقيق يُحدد علامات مثل اتساع حدقة العين، وتوقف النبض، وبرودة الجسم، ولا يُصدر إلا بعد ساعتين على الأقل للتأكد من عدم وجود نبضات ضعيفة.
هذا يُبرز ثغرات في الإجراءات، خاصة في المناطق الريفية مثل الشلف، حيث قد يُعلن الوفاة بناءً على أعراض غيبوبة، مُذكرًا بحالات نادرة عالميًا لـ”وفاة كاذبة” ناتجة عن غيبوبة عميقة أو فشل قلبي مؤقت.
إنسانيًا، تُثير القصة ألمًا عائليًا مزدوجًا، مع فرح قصير تحول إلى حزن، مُعززًا الوعي بأهمية الفحوصات الطبية والشهادات الشرعية، وتُشعل جدلاً اجتماعيًا حول الثقافة الجنائزية والطب في الجزائر، حيث يُسرع في الدفن، مُهددًا بالأخطاء.
ماذا بعد؟
سيُجري الطبيب الشرعي تحقيقًا لتحديد أسباب “الاستيقاظ” ووفاة السيدة مرة ثانية، مع احتمال كشف أخطاء طبية أو سوء إدارة، مُعززًا حملات توعية وزارة الصحة حول فحوصات الوفاة.
العائلة قد تُقاضي المستشفى إذا ثبت الإهمال، مُثيرةً نقاشًا وطنيًا حول تحسين الإجراءات الطبية في المناطق النائية.
على المدى الطويل، قد تُدفع الجزائر لتعديل قوانين الوفاة، مع تدريب أطباء على الغيبوبة العميقة، مُعززًا الثقة في النظام الصحي.