تناول الكحول يسبب 7 أنواع من السرطان.. تحذير جديد يقلب الأوساط الطبية

#image_title

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

في خطوة قد تُغير قواعد اللعبة في صناعة المشروبات الكحولية، دعا الجراح العام الأمريكي، فيفيك مورثي، إلى وضع تحذيرات صحية على عبوات الكحول تُشير إلى ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وأكد مورثي أن استهلاك الكحول يزيد من احتمالية الإصابة بسبعة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والكبد.

وأشار مورثي إلى أن معظم الأمريكيين لا يدركون هذه المخاطر، على الرغم من أن الكحول تُعد ثالث أهم سبب قابل للوقاية من السرطان في الولايات المتحدة، بعد التبغ والسمنة.

هذه الدعوة سبقها إجراءات مماثلة تم اتخاذها ضد التبغ في الستينيات، والتي بدأت بتحذيرات صحية وتطورت إلى قيود صارمة.

وقتها، تأثرت أسهم شركات الكحول الكبرى مثل “دياجيو” و”بيرنود ريكارد” و”أنهيوزر بوش إنبيف” و”هاينكن”، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 3% في بعض الحالات.

لماذا هذا مهم؟

هذا التحذير ليس مجرد إجراء روتيني، بل قد يكون بداية لتحول جذري في كيفية تعامل الحكومات مع الكحول، فإذا تم اعتماد هذه التوصيات، قد نشهد قوانين أكثر صرامة تشبه تلك المطبقة على التبغ، بما في ذلك تحذيرات كبيرة وواضحة على العبوات، وإعادة تقييم للمبادئ التوجيهية لاستهلاك الكحول.

من الناحية الصحية، يُعتبر الكحول مسؤولًا عن 100 ألف حالة سرطان و20 ألف وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، وهو رقم يفوق الوفيات الناجمة عن حوادث السير المرتبطة بالكحول. كما أن التقرير أشار إلى أن نوع الكحول المستهلك لا يهم، فجميعها تحمل نفس المخاطر.

من الناحية الاقتصادية، تواجه صناعة الكحول تحديات متزايدة، خاصة مع تراجع المبيعات بعد طفرة ما بعد الجائحة، وزيادة المنافسة من منتجات بديلة مثل القنب، وتوجه الشباب نحو استهلاك أقل للكحول مقارنة بالأجيال السابقة.

ماذا بعد؟

في الوقت الحالي، من غير الواضح متى أو إذا ما سيتم اعتماد توصيات الجراح العام، فالقرار النهائي سيعود إلى الكونغرس، وقد يتأثر بتغير الإدارة الأمريكية مع انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ومن المقرر أن يخلف مورثي في منصبه جانيت نيشيوات، التي اختارها ترامب لهذا المنصب.

في الأثناء، ستواصل شركات الكحول الضغط للحفاظ على مصالحها، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن الاستهلاك المعتدل للكحول قد يرتبط بانخفاض معدلات الوفيات، على الرغم من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أنه لا ينبغي لأحد أن يشرب الكحول لأسباب صحية.

على المدى الطويل، قد تؤدي هذه التحذيرات إلى تغيير ثقافي في كيفية تعامل المجتمع مع الكحول، خاصة بين الأجيال الشابة التي تبحث عن خيارات أكثر صحة، وفي الوقت نفسه، قد تستفيد الشركات من اتجاهات السوق نحو المنتجات منخفضة أو عديمة الكحول، والتي تشهد نموًا سريعًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *