ماذا حدث؟
تشهد الأجيال الشابة تحولًا كبيرًا في مواقفها تجاه الكحول، حيث أصبحت تستهلك كميات أقل منه وتعتبره ضارًا حتى عند تناوله باعتدال.
هذا التحول خلق فراغًا في السوق، خاصة مع رغبة الشباب في خيارات مشروبات بديلة عند الخروج أو الاسترخاء.
هنا يأتي دور كوكتيلات القنب، وهي مشروبات تحتوي على مركبات مستخلصة من القنب مثل الكانابيديول (CBD) أو رباعي هيدروكانابينول (THC).
تتمتع هذه المشروبات بشعبية متزايدة في الولايات المتحدة، حيث يُسمح بمشروبات CBD في معظم الولايات، بينما تقتصر مشروبات THC على الولايات التي يسمح فيها باستخدام القنب الترفيهي.
وتشير التوقعات إلى أن سوق المشروبات القنب سينمو من 2.4 مليار دولار في 2023 إلى 117 مليار دولار بحلول 2032، مما يعكس تحولًا كبيرًا في تفضيلات المستهلكين.
لماذا هذا مهم؟
هذا التحول ليس مجرد تغيير في عادات الشرب، بل هو انعكاس لاتجاهات صحية واجتماعية أوسع، فالكحول يرتبط بأمراض الكبد والإدمان والسرطان، بينما تُظهر الدراسات أن القنب أقل ضررًا بشكل عام.
ومع تزايد الوعي الصحي، يبحث الكثيرون عن بدائل أكثر أمانًا، مما يفسر النمو السريع لسوق مشروبات القنب.
من ناحية أخرى، فإن انخفاض مبيعات الكحول بنسبة 5% منذ 2023، مقابل نمو مبيعات البيرة غير الكحولية بنسبة 25%، يظهر أن المستهلكين يبحثون عن خيارات جديدة.
ماذا بعد؟
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل يمكن أن تحل كوكتيلات القنب محل المشروبات الكحولية تمامًا؟
الإجابة ليست واضحة بعد. فبينما يرى البعض أن هذه المشروبات توفر بديلًا صحيًا وممتعًا، يرى آخرون أن تأثيرات القنب تختلف عن الكحول ولا يمكن أن تحل محله بالكامل.
من المرجح أن تستمر شعبية مشروبات القنب في النمو، خاصة مع تزايد الإنتاج وتحسين جودة المنتجات، ومع ذلك، فإن مستقبل هذه الصناعة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التشريعات والبحث العلمي وقبول المجتمع.
ختامًا، فإن كوكتيلات القنب تمثل تحولًا كبيرًا في عالم المشروبات، لكنها لن تحل بالضرورة محل الكحول تمامًا،فبينما توفر خيارًا صحيًا للبعض، تظل المشروبات الكحولية جزءًا من الثقافة والتقاليد للكثيرين.