الموضة العجيبة.. لماذا يحلق الرجال رموشهم؟

الموضة العجيبة.. لماذا يحلق الرجال رموشهم؟

الرموش ليست مجرد ميزة جمالية، بل تلعب دورًا حيويًا في حماية العينين، فهي تمنع دخول الغبار والأوساخ، وتحفز رد فعل الرمش الوقائي، وتقلل من تدفق الهواء فوق العين، مما يحافظ على رطوبتها ويحميها من الجفاف.

كما تساعد في تصفية أشعة الشمس القوية، مما يقلل من الوهج ويحسن جودة الرؤية.

وفقًا للدكتورة فيكي لي، استشارية جراحة العيون في إمبريال كوليدج لندن، فإن الرموش تمر بدورة نمو طبيعية، حيث تسقط وتنمو مجددًا، لكن إزالتها بشكل غير صحيح قد يسبب مضاعفات مثل التهيج أو إصابة العين بسبب الأطراف الحادة الناتجة عن القص.

موضة حلاقة الرموش

على الرغم من أهمية الرموش، انتشرت مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، وإنستغرام، وإكس، موضة غريبة بين الرجال تتمثل في قص رموشهم أو حلاقتها بالكامل، بهدف تعزيز “الرجولة”.

تُظهر مقاطع فيديو رجالًا في صالونات الحلاقة يستخدمون ماكينات حلاقة كهربائية أو مقصات تصفيف الشعر لتقصير الرموش، في عملية محفوفة بالمخاطر تتطلب يدًا ثابتة.

تحذر الدكتورة لي من أن هذه الممارسة قد تترك أطرافًا حادة تؤدي إلى تهيج السطح البصري، ناهيك عن مخاطر إصابة العين مباشرة.

صعود “الطاقة الرجولية”

ترتبط هذه الموضة بتيار ثقافي وسياسي متزايد يروج لما يُسمى “الطاقة الرجولية”، مدعومًا بشخصيات مثيرة للجدل مثل أندرو تيت، ورجال أعمال مثل مارك زوكربيرغ.

في هذا السياق، يسعى بعض الرجال إلى قمع أي مظهر قد يُعتبر “أنثويًا”، مثل الرموش الطويلة والكثيفة، التي ارتبطت تاريخيًا بالجمال الأنثوي في الفنون والأدب.

يعكس ذلك رد فعل ضد التغيرات الاجتماعية التي شهدتها العقود الأخيرة، حيث تقلصت الفجوة بين معايير الجمال للجنسين.

تصورات المجتمع ومعايير الجمال

تشير بيانات حديثة من استطلاع “آراء الناخبين” في الولايات المتحدة إلى ارتفاع التقليدية الجندرية بين الناخبين الجمهوريين بعد إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر 2024.

وجد الاستطلاع أن 76% من الجمهوريين يرون أن التغيرات في مفهوم “الرجولة” لم تكن إيجابية للمجتمع، بينما ارتفع تأييد عودة النساء إلى “أدوارهن التقليدية” بين الرجال الجمهوريين من 28% في 2022 إلى 48% في 2024.

في هذا السياق، تُعتبر الرموش الطويلة رمزًا أنثويًا، مما يدفع بعض الرجال إلى حلاقتها لتجنب الانتقادات أو الاستهزاء، كما حدث مع نائب الرئيس جي دي فانس، الذي اتهم باستخدام الكحل بسبب رموشه الكثيفة.

تأثير الثقافة ودور الرجال

تُبرز هذه الموضة انقسامًا ثقافيًا أعمق حول الهوية الجندرية، فتقول البروفيسورة ميريديث جونز، أستاذة دراسات الجندر في جامعة برونيل بلندن، إن المجتمعات الأكثر تحفظًا تسعى إلى تعزيز الاختلافات البصرية بين الجنسين، حيث تُعتبر الرموش الطويلة رمزًا للأنوثة المفرطة، بينما يُفضل للرجال مظهر أكثر “رجولة”.

يعكس ذلك رد فعل ضد اتجاهات العقود الماضية التي شهدت تقاربًا في معايير الجمال، كما حدث في الستينيات مع موضة الشعر الطويل للرجال والنساء.

دورة الموضة والمجتمع

تُظهر هذه الظاهرة طبيعة الموضة الدورية، التي تستجيب للتغيرات الاجتماعية والسياسية. كما أشارت جونز، فإن الموضة غالبًا ما تكون رد فعل على السياق الثقافي، كما حدث في الثمانينيات كرد على السياسات المحافظة لمارغريت ثاتشر.

حلاقة الرموش قد تكون تعبيرًا مؤقتًا عن الرفض للمعايير الأنثوية في سياق سياسي محافظ، لكنها تحمل مخاطر صحية وتعكس ضغوطًا اجتماعية على الرجال لتلبية توقعات “الرجولة”.

مع استمرار تطور المعايير الثقافية، قد تتلاشى هذه الموضة أو تُحل محلها اتجاهات جديدة تعكس توازنًا مختلفًا بين الجندر والجمال.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *