العرب في عيون هوليوود.. صورة مشوهة لا تنتهي

#image_title #separator_sa #site_title

لم تكن هوليوود، منذ نشأتها، مجرد مركز لصناعة السينما العالمية، بل أصبحت أداة قوية لتشكيل الصور الذهنية عن الثقافات والشعوب، إلا أن صورة العرب في عيون هوليوود ظلت على مر العقود عالقة في قالب النمطية السلبية والتشويه المستمر، وهو ما أدى إلى تكريس صور معينة في وعي الملايين حول العالم.

صور قديمة

ظهر العرب على الشاشة الكبيرة لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي كأشرار أو شخصيات غامضة، وغالبًا ما كانوا يُصوَّرون على أنهم بدو متوحشون، تجار رقيق، أو متطرفون دينيون. هذه الصورة تكررت في العديد من الأفلام الشهيرة مثل “لورنس العرب” (1962)، الذي رغم تقديمه سردية غربية بطولية، إلا أنه لم يخلو من تعزيز التصور النمطي للعرب كأشخاص بدائيين يعتمدون على البطل الغربي لتوجيههم.

استمرار التشويه

خلال العقود اللاحقة، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ازدادت حدة التشويه، حيث أصبح العرب مرتبطين بشكل وثيق بالإرهاب والتطرف في الأفلام.أفلام مثل “True Lies” (1994) “The Kingdom” (2007) قدّمت شخصيات عربية بصفات إجرامية وأهداف تدميرية، مما ساهم في تعزيز الصور النمطية وتغذية المشاعر السلبية تجاه العرب والمسلمين في الغرب.

هذا النهج استمر في أفلام حديثة مثل “American Sniper” (2014)، الذي صوّر العرب كأعداء عدوانيين، وفيلم “13 Hours: The Secret Soldiers of Benghazi” (2016)، الذي ركّز على العرب كمهاجمين متطرفين في سياق الصراعات السياسية.

وفيلم “London Has Fallen” (2016) استمر في النمط نفسه، حيث قدم العرب كمخططين لهجمات إرهابية كبرى، في حين جاء فيلم “The Rhythm Section” (2020) ليستخدم الشخصيات العربية في سياق التطرف والعنف، مما عزز من هذه الصور السلبية. كذلك، مسلسل “Jack Ryan” (2018-2023) لم يخلُ من الترويج للصور النمطية، حيث صُوِّر الشرق الأوسط كمصدر دائم للتوترات والإرهاب.حتى في الإنتاجات الحديثة مثل فيلم “Extraction” (2020) و*”Kandahar”* (2023)، استمر استخدام هذه الصور النمطية.

عداء سياسي ونتائج

المصالح السياسية تلعب دورًا كبيرًا، حيث تتماشى بعض الإنتاجات السينمائية مع السياسات الخارجية للولايات المتحدة، ويُستغل العرب كأعداء لتعزيز رسائل سياسية معينة.هذا التشويه لا يقتصر تأثيره على الشاشة فقط، بل يمتد إلى الحياة الواقعية إذ يؤدي إلى تعزيز الصور النمطية لدى الجمهور الغربي، مما يعزز العنصرية والتمييز ضد العرب، كما يُلحق الضرر بالعلاقات الثقافية بين الشعوب، حيث تُشوه هذه الأفلام صورة العرب وتؤثر سلبًا على الجهود الرامية لتعزيز التفاهم والتواصل الثقافي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *