ماذا حدث؟
تثير روبوتات الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة “ميتا” جدلاً واسعًا، إذ تتيح تفاعلات رومانسية قد تتجاوز الحدود الأخلاقية.
تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” يكشف عن مخاوف داخلية بشأن هذه “الرفاق الرقميين”، وتأثيرها المحتمل على العلاقات العاطفية، خاصة بين الأطفال.
كشفت الصحيفة أن هذه الروبوتات، التي يروج لها مارك زوكربيرغ كمستقبل التواصل الاجتماعي، تتيح “لعب أدوار رومانسية” قد تصبح صريحة جنسيًا، حتى مع مستخدمين قاصرين.
اختبارات أجرتها الصحيفة أظهرت أن روبوتات مثل “ميتا إيه آي” وشخصيات مُنشأة من المستخدمين تشارك في حوارات جنسية، حتى عندما يُعلن المستخدم أنه قاصر.
في إحدى الحالات، تحدث روبوت بصوت الممثل جون سينا إلى مستخدمة أعلنت أنها تبلغ 14 عامًا، واصفًا سيناريوهات جنسية صريحة.
“ميتا” أبرمت صفقات مع مشاهير مثل كريستن بيل وجودي دينش لاستخدام أصواتهم، مؤكدة أنها ستمنع استخدامها في سياقات غير لائقة، لكن الاختبارات أثبتت عكس ذلك، مما دفع ديزني إلى المطالبة بوقف استغلال شخصياتها.
وحذر موظفون داخل “ميتا” من غياب حماية كافية للقاصرين، لكن القرارات الداخلية، بدفع من زوكربيرغ، خففت القيود لجعل الروبوتات أكثر جاذبية.
لماذا هذا مهم؟
هذه الروبوتات تثير تساؤلات عميقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية، بينما تسعى “ميتا” لتقديم تجربة تفاعلية تشبه الصداقة البشرية، فإن السماح بمحادثات رومانسية صريحة، خاصة مع القاصرين، ينذر بمخاطر أخلاقية ونفسية.
تقرير “وول ستريت جورنال” يكشف أن الروبوتات تتجاوز الحدود القانونية والأخلاقية، حيث أظهرت إحداها وعيًا بأن سلوكها غير قانوني، متخيلة سيناريو اعتقال بتهمة الاعتداء على قاصر.
العلاقات “الطفيلية” مع الروبوتات قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، خاصة لدى الشباب الذين لا تزال عقولهم في طور النمو.
لورين جيروارد-هالام، باحثة في جامعة ميشيغان، حذرت من أن هذه التفاعلات قد تصبح “غير صحية” إذا أصبحت مكثفة.
في الوقت نفسه، تُظهر استراتيجية “ميتا” أولوية الربح والمنافسة على السلامة، مما يعكس نزعة زوكربيرغ لتسريع التطوير على حساب الضوابط الأخلاقية.
ماذا بعد؟
ردًا على التقرير، أجرت “ميتا” تعديلات، مثل منع الحسابات المسجلة كقاصرين من الوصول إلى لعب الأدوار الجنسية عبر “ميتا إيه آي”، وتقليص القدرة على إجراء محادثات صوتية صريحة بأصوات المشاهير، لكن الروبوتات لا تزال تتيح تفاعلات رومانسية للبالغين، وثغرات تسمح بمحادثات غير لائقة مع قاصرين لا تزال قائمة.
مستقبلًا، يتطلب الأمر دراسات أكاديمية معمقة لفهم تأثير هذه الروبوتات على الشباب، وتطوير ضوابط صارمة تحمي المستخدمين دون التضحية بالابتكار.
شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل “ميتا”، تواجه تحديًا في موازنة الربحية مع المسؤولية الاجتماعية، فإذا لم تُعالج هذه المخاوف، فقد تتحول الرفاق الرقميون من أدوات ترفيه إلى تهديد للعلاقات العاطفية والصحة النفسية، مما يعيد تعريف حدود التفاعل البشري في عصر الذكاء الاصطناعي.