الحرس السويسري في الفاتيكان.. ما نعرفه عن أصغر جيش في العالم؟

الحرس السويسري في الفاتيكان

من حين لآخر، تُذكّرنا الأحداث بأن التاريخ ليس مجرد أسعار الوجبات السريعة المتصاعدة، أو المحتوى الرقمي المرهق للعقول، أو الصراعات السياسية العابرة التي تُروَّج كأهم قضايا العصر.

وفاة البابا فرانسيس، الرجل المحبوب الذي سعى لتجسيد التواضع المسيحي، أعادت إلى الأذهان تساؤلات حول ما يحدث بعد رحيل البابا، من مصير جثمانه إلى الأغراض التي تُدفن معه.

وفي خضم هذا، برز الحرس السويسري، وحدة حماية البابا الشخصية، التي يعرفها البعض باسمها، لكن الجميع يلاحظها بزيها اللافت.

الحرس السويسري

يثير الحرس السويسري تساؤلات مثل: “لماذا هم سويسريون ويعملون في الفاتيكان؟”، و”من أين أتوا بتصميم تلك السراويل المنتفخة؟”.

الحرس السويسري، المعروف بـ”أصغر جيش في العالم” والمتكون بـ135 فردًا، تأسس مطلع القرن السادس عشر، عندما اقترح الأسقف السويسري ماتيوس شينر تشكيل وحدة دائمة غير مرتزقة لحماية البابا.

حدث هذا قبل تولي البابا ليو العاشر منصبه عام 1513، وهو جيوفاني دي ميديشي من عائلة ميديشي، أقوى أسر فلورنسا ثراءً ونفوذًا.

يُشترط في أعضاء الحرس أن يكونوا رجالًا سويسريين كاثوليك غير متزوجين بين 19 و30 عامًا، ويُسمح لهم الاحتفاظ بالزي بعد خدمة خمس سنوات، لكنه يظل ملكًا للفاتيكان.

سر الألوان الثلاثة

وأما ألوان ملابس الحرس – الأحمر والأصفر والأزرق – هي ألوان عائلة ميديشي.

قد يبدو ربط ألوان زي الحرس بعائلة ميديشي مفاجئًا، لكن نفوذ هذه الأسرة، الذي وصفه المنتقدون بالاستبداد، كان هائلًا.

دعم آل ميديشي الفنون، فأهدوا العالم لوحات مثل “ميلاد فينوس” لبوتيتشيلي وتماثيل مثل داود البرونزي لدوناتيلو.

بدأت الأسرة من جذور متواضعة في القرن الثاني عشر، لتهيمن على تجارة الصوف والبنوك في فلورنسا، محاطة بشبكة من المنافسات ومحاولات الاغتيال.

ابنها، جيوفاني، أصبح ليو العاشر بعد تأسيس الحرس عام 1506 بعهد البابا يوليوس الثاني، راعي أعمال مايكل أنجلو ورافاييل.

لا نعرف من اقترح الألوان أو صمم الزي، لكن القصة الشائعة تربطها بآل ميديشي، بينما تروي رواية أخرى أن الأحمر فقط من آل ميديشي، والأزرق والأصفر من عائلة ديلا روفير المرتبطة بيوليوس الثاني.

زي احتفالي

تصميم زي الحرس يعود إلى ملابس الجنود في القرن السادس عشر، ويمكن ارتداؤه كـ”زي احتفالي” أو مع دروع وخوذ ريشية، مع أسلحة تقليدية كالسيوف والخناجر.

تغير الزي عبر الزمن، وفي عهد البابا بيوس العاشر (1903-1914)، أُضيفت تطريزات جديدة، وفي 1910، أعاد القائد جول ريبوند تصميم الزي مستلهمًا لوحات رافاييل، مضيفًا قبعات باسكية وخطوطًا عمودية تُضفي حركة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *