في عالم يُعتبر فيه العفو الرئاسي هبة تُمنح للسجناء لإنقاذهم من عقوبات قاسية، يبدو من الغريب أن بعض السجناء يرفضون هذه الفرصة للحرية.
عبر التاريخ الأمريكي، كانت هناك حالات نادرة رفض فيها سجناء العفو أو تخفيض الأحكام، مما يطرح تساؤلات حول دوافعهم وظروفهم.
نا نستعرض خمس حالات شهيرة رفض فيها سجناء العفو الرئاسي، وكيف شكلت هذه الحالات سوابق قانونية مهمة.
1- جورج ويلسون.. أول من رفض العفو
في عام 1830، أصبح جورج ويلسون أول شخص في التاريخ الأمريكي يرفض العفو الرئاسي.
كان ويلسون قد أدين بسرقة البريد، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام في ذلك الوقت.
قدم الرئيس أندرو جاكسون عفوًا مشروطًا لويلسون، بشرط أن يقضي 20 عامًا في السجن بتهم أخرى، لكن ويلسون رفض العفو، ربما بسبب سوء فهم لشروطه.
هذه الحالة أدت إلى سابقة قانونية أقرتها المحكمة العليا عام 1833، مفادها أن العفو يجب أن يُقبل من قبل المحكوم عليه ليكون ساري المفعول.
2- جورج بورديك.. العفو وحق التعديل الخامس
في عام 1915، رفض جورج بورديك، محرر في صحيفة “نيويورك تريبيون”، العفو الذي قدمه الرئيس وودرو ويلسون.
كان بورديك تحت التحقيق بتهمة الاحتيال الجمركي، ورفض الإجابة على أسئلة هيئة المحلفين الكبرى، مستندًا إلى حقه في التعديل الخامس الذي يحميه من تجريم نفسه.
قدم ويلسون العفو لبورديك قبل حتى أن يتم اتهامه رسميًا، لكن بورديك رفضه واستمر في التمسك بحقه في الصمت.
هذه الحالة أكدت أن العفو الرئاسي لا يمكن أن يُفرض على شخص يريد ممارسة حقوقه الدستورية.
3- فوكو بيروفيتش.. الاعتراض على تخفيض الحكم
في عام 1927، اعترض فوكو بيروفيتش على تخفيض حكم الإعدام الصادر بحقه إلى السجن مدى الحياة.
كان بيروفيتش قد أدين بالقتل عام 1905، وحُكم عليه بالإعدام، قبل أن يقوم الرئيس ويليام هوارد تافت بتخفيض الحكم عام 1909.
بعد سنوات من التنقل بين السجون، حاول بيروفيتش الحصول على عفو كامل، لكنه فشل.
في النهاية، قضت المحكمة العليا بأن الرئيس يمكنه تخفيض الأحكام دون موافقة المحكوم عليه، وهي سابقة لا تزال سارية المفعول حتى اليوم.
4- شانون أغوفسكي.. رفض تخفيض الحكم
في ديسمبر 2024، رفض شانون أغوفسكي، أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، تخفيض الحكم الذي قدمه الرئيس جو بايدن.
أغوفسكي كان قد أدين بقتل زميله في السجن عام 2001، بالإضافة إلى تورطه في سلسلة جرائم عنيفة.
قدم أغوفسكي طلبًا قضائيًا لمنع تخفيض حكمه، مدعيًا أنه لم يطلب العفو وأن تخفيض الحكم سيحرمه من فرصة الطعن في قضيته.
5- لين ديفيس.. الشرطي القاتل الذي رفض العفو
لين ديفيس، الضابط السابق في نيو أورلينز، كان الخامس في قائمة من رفضوا العفو الرئاسي.
ديفيس، المعروف بلقب “الإرهابي”، أدين بتهمة قتل امرأة كانت قد قدمت شكوى ضده بسبب وحشيته، وكذلك أدين بتهم تتعلق بتجارة المخدرات.
في ديسمبر 2024، رفض ديفيس تخفيض حكم الإعدام الصادر بحقه، مدعيًا أنه بريء وأن العفو غير دستوري.
