يواجه البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، أزمة صحية معقدة بعد إصابته بنوع شديد من الالتهاب الرئوي، وُصف في بعض التقارير الإعلامية بـ”الالتهاب الرئوي المزدوج”.
على الرغم من تطمينات الفاتيكان بأن البابا “في حالة معنوية جيدة”، إلا أن تفاصيل مرضه تثير العديد من التساؤلات حول مدى خطورة حالته وتأثيرها على صحته العامة.
ما هو الالتهاب الرئوي المزدوج؟
الالتهاب الرئوي هو عدوى خطيرة تصيب الرئتين، مما يؤدي إلى امتلائهما بالسوائل أو القيح، ما يسبب صعوبة في التنفس وأعراضًا مثل الحمى والسعال وألم الصدر.
أما مصطلح “الالتهاب الرئوي المزدوج”، فهو ليس مصطلحًا طبيًا رسميًا، لكنه قد يشير إلى حالتين:
– عدوى ثنائية الجانب: في حالة البابا فرنسيس، أصيبت كلتا الرئتين بالالتهاب، وهو ما يُعرف طبيًا بـ”الالتهاب الرئوي الثنائي”.
لا تعني العدوى في كلا الرئتين بالضرورة أنها أكثر خطورة، لكن مكان الإصابة في الرئة يلعب دورًا حاسمًا، فإذا تأثرت رئة واحدة فقط، يمكن للمريض الاعتماد على الأخرى، لكن عند إصابة كلتيهما، تقل قدرة الجسم على توفير الأكسجين اللازم.
– عدوى متعددة الميكروبات: صرّح الفاتيكان بأن العدوى التي يعاني منها البابا “متعددة الميكروبات”، مما يعني أنها ناجمة عن أكثر من نوع من الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات.
هذا النوع من العدوى أكثر تعقيدًا لأنه يصعب علاجه، إذ قد تكون هناك حاجة إلى مزيج من الأدوية لمواجهة مسببات المرض المختلفة.
كيف يتم تشخيص المرض؟
عند الاشتباه بالإصابة بالالتهاب الرئوي، يُجرى للمريض فحص بالأشعة السينية على الصدر لتحديد مدى انتشار العدوى.
في الحالات الطبيعية، تظهر الرئتان فارغتين في الأشعة نظرًا لامتلائهما بالهواء، لكن في حالة الالتهاب الرئوي، تظهر المناطق المصابة باللون الأبيض بسبب تراكم السوائل.
كما يتم تحليل عينات من البلغم أو أخذ مسحة من الرئة لتحديد نوع العدوى المسببة للمرض واختيار العلاج المناسب.
كيف يتم العلاج؟
يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على نوع المسبب:
إذا كانت العدوى بكتيرية، يُعالج المريض بالمضادات الحيوية، والتي عادة ما تكون فعالة إذا تم تشخيص الحالة بشكل دقيق.
– في حال كان المرض ناتجًا عن فيروس، تصبح خيارات العلاج أكثر تعقيدًا، إذ أن الأدوية المضادة للفيروسات غالبًا ما تكون محدودة الفعالية.
– إذا كانت العدوى متعددة الميكروبات، فقد يحتاج المريض إلى مزيج من العلاجات، مثل المضادات الحيوية واسعة الطيف، إضافة إلى أدوية داعمة.
– في الحالات الحادة، قد يحتاج المريض إلى العناية المركزة واستخدام جهاز التنفس الصناعي لمساعدته على الحصول على كمية كافية من الأكسجين أثناء مقاومة جسمه للعدوى.
لماذا يُعد البابا فرنسيس أكثر عرضة للخطر؟
تتفاقم مخاطر الالتهاب الرئوي لدى بعض الفئات، مثل كبار السن، والمدخنين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة، أو من ضعف في جهاز المناعة بسبب أدوية معينة أو علاجات السرطان.
في حالة البابا فرنسيس، فإن عمره المتقدم، وتاريخه المرضي مع أمراض الجهاز التنفسي، يزيدان من خطورة المرض، فقد عانى البابا من التهاب الغشاء البلوري في شبابه، ما استدعى استئصال جزء من إحدى رئتيه، مما يجعله أكثر عرضة لمضاعفات الالتهابات الرئوية.
ما هو الوضع الحالي؟
أكد الفاتيكان أن البابا لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى، لكنه يبقى في “حالة معنوية جيدة”، معربًا عن امتنانه للدعم والصلوات التي يتلقاها من جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإن تعقيد حالته يستدعي متابعة دقيقة لتطور وضعه الصحي، خاصة مع تاريخه المرضي الحساس.