إذا كنت تشعر بالإرهاق المستمر رغم حصولك على قسط كافٍ من النوم، فقد يكون هناك سبب صحي كامن وراء ذلك.
بينما يُعزى التعب أحيانًا إلى الإرهاق اليومي أو قلة النوم، إلا أن استمراره لفترة طويلة قد يكون إشارة إلى مشكلة طبية تستدعي الانتباه.
التعب أم النعاس؟
وفقًا للدكتورة جينيفر مونت، أخصائية علم النفس السريري للنوم بجامعة يوتا، فإن هناك فرقًا جوهريًا بين الشعور بالنعاس والشعور بالتعب، حيث يشير النعاس إلى نقص اليقظة، مما يعني أنك قد تنام بسهولة خلال النهار عند توفر الفرصة.
أما التعب فهو شعور بالإرهاق ونقص الطاقة، يجعلك تجد صعوبة في إنجاز المهام اليومية حتى لو حصلت على ساعات نوم كافية.
الأشخاص الذين يعانون من النعاس المفرط قد يكون لديهم اضطراب نوم، بينما أولئك الذين يشعرون بالتعب المستمر قد يكونون مصابين بمرض كامن يتطلب التدخل الطبي.
أمراض وراء شعورك بالإرهاق
إذا كنت تعاني من تعب مزمن يؤثر على حياتك اليومية، فقد يكون أحد الأمراض التالية هو السبب:
– فقر الدم (الأنيميا):
يعد فقر الدم أحد الأسباب الشائعة للإرهاق، حيث يؤدي انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم، مما يجعلك تشعر بالتعب والضعف.
يمكن أن ينتج عن نقص الحديد أو سوء امتصاصه، ويكشف اختبار دم بسيط عن مدى وجود هذه المشكلة.
– أمراض القلب:
رغم أنها ليست السبب الأكثر شيوعًا للتعب، إلا أن أمراض القلب قد تكون عاملًا مهمًا، خاصة لدى النساء.
إذا كنت تشعر بالتعب عند أداء الأنشطة البسيطة مثل صعود السلالم، فقد يكون ذلك علامة تحذيرية تستدعي الفحص.
– اضطرابات الهرمونات:
تعاني النساء من تغيرات هرمونية تؤثر على مستويات الطاقة، خاصة أثناء الدورة الشهرية أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
إذا كنتِ تعانين من إرهاق غير مبرر، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب متخصص في الغدد الصماء.
– العدوى والفيروسات المستمرة:
قد يكون التعب المستمر نتيجة لعدوى لم تختفِ تمامًا من الجسم، مما يستنزف طاقتك لفترة أطول من المتوقع.
– متلازمة التعب المزمن:
إذا لم يتم تشخيص أي من الحالات السابقة، فقد يكون لديك متلازمة التعب المزمن، وهي حالة تستمر فيها مستويات الطاقة بالانخفاض دون سبب واضح.
ماذا عن اضطرابات النوم؟
إذا استبعد الأطباء المشكلات الصحية العضوية، فقد يكون اضطراب النوم هو السبب وراء إرهاقك المستمر، لذلك ينصح بزيارة عيادة النوم لإجراء فحوصات مثل دراسات النوم التي تكشف عن مشكلات مثل:
– توقف التنفس أثناء النوم: وهو اضطراب شائع يؤدي إلى استيقاظ متكرر أثناء الليل بسبب انقطاع التنفس.
– الأرق المزمن: حيث يجد الشخص صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه لفترات طويلة.
– اضطرابات أخرى: مثل النوم القهري أو المشي أثناء النوم.
كيف تحسن من جودة نومك وتستعيد طاقتك؟
إذا كنت تعاني من التعب المزمن، فقد يكون تحسين نمط حياتك هو الحل. إليك بعض النصائح التي يقدمها خبراء النوم:
– الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة: النوم في أوقات منتظمة يساعد في ضبط ساعتك البيولوجية.
– تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر سلبًا على جودة النوم.
– تحسين بيئة النوم: احرص على أن يكون سريرك مريحًا، وغرفتك هادئة ومظلمة.
– التعرض لضوء الشمس في الصباح: يساعد ضوء النهار الطبيعي في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
