أين تعلم الشرع كرة السلة؟.. لغز يثير الجدل

أحمد الشرع

ماذا حدث؟

أشعل مقطع فيديو جديد لأحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ”أبو محمد الجولاني”، زعيم هيئة تحرير الشام، موجة من الدهشة والتساؤلات، حيث ظهر وهو يلعب كرة السلة بمهارة.

المقطع، الذي انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، أثار حيرة المتابعين: كيف لقائد قضى حياته بين معسكرات القتال، وسجون الاحتلال الأمريكي، وتخطيط العمليات العسكرية، أن يمتلك مثل هذه المهارة في رياضة تتطلب تدريبًا مكثفًا وبيئة رياضية؟

سيرة الشرع، الممتدة من ترك دراسته الطبية في دمشق للانضمام إلى القاعدة في العراق، إلى سجن بوكا (2006-2009)، ثم قيادته لجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام في سوريا، تبدو أقرب إلى رواية حربية منها إلى مسيرة رياضي.

فمن أين أتت هذه الموهبة؟ هل هي جزء من شبابه الدمشقي؟ أم تعلمها في سجن بوكا؟ أم أنها خطوة مدروسة ضمن محاولاته الأخيرة لتلميع صورته كزعيم “عصري”؟

لماذا هذا مهم؟

الفيديو ليس مجرد لقطة عابرة، بل يحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة.

الشرع، الذي كان رمزًا للتشدد الجهادي، يسعى منذ 2017 إلى إعادة صياغة صورته كقائد مدني، يرتدي بدلة رسمية، يزور الأسواق، ويجري مقابلات إعلامية.

ظهوره وهو يلعب كرة السلة، رياضة شبابية شعبية، يعكس استراتيجية واضحة لتقريب نفسه من الشباب السوري، خاصة في إدلب، حيث يحكم هيئة تحرير الشام.

هذه الخطوة تأتي في وقت يواجه فيه ضغوطًا داخلية وخارجية لإثبات أنه ليس مجرد قائد عسكري، بل زعيم قادر على قيادة “دولة” مستقرة.

المقطع يثير أيضًا تساؤلات حول مدى نجاح هذه الحملة الإعلامية: هل يمكن للقائد الذي ارتبط اسمه بالعنف أن يتحول إلى رمز شعبي؟ أم أن الشعب السوري، الذي عانى ويلات الحرب، يرى هذه اللقطات كمحاولة تجميل سطحية؟

على المستوى الثقافي، يعكس الفيديو تناقضات الحياة في إدلب، حيث يحاول السكان، رغم الحرب، الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية، بما في ذلك الرياضة.

أين تعلم السلة؟

يبقى السؤال المحير: من أين تعلم الشرع كرة السلة؟ عدة احتمالات تلوح في الأفق، بحسب تحليلات الذكاء الاصطناعي:

1- طفولته في دمشق (60%): كطالب في دمشق خلال التسعينيات، ربما مارس الشرع كرة السلة في المدرسة أو الجامعة قبل ترك دراسته الطبية، لكن هذا لا يفسر مستوى المهارة الظاهر في الفيديو، الذي يتطلب تدريبًا مستمرًا.

2- سجن بوكا (20%): في سجن بوكا الأمريكي بالعراق، كان المعتقلون يمارسون أنشطة رياضية لتمرير الوقت، ووثّقت تقارير أن السجناء لعبوا كرة القدم وأحيانًا كرة السلة في ملاعب بدائية، لكن من غير المرجح أن يكون التدريب كافيًا للوصول إلى مستوى احترافي.

3- إدلب الحديثة (15%): مع استقراره في إدلب وتحوله إلى شخصية عامة، قد يكون الجولاني بدأ مؤخرًا في تعلم كرة السلة أو تطوير مهاراته، مستفيدًا من وجود ملاعب وأندية رياضية محلية، وهذا يتماشى مع جهوده لبناء صورة “القائد الشعبي”.

4- حيلة إعلامية (5%): لا يمكن استبعاد أن يكون المقطع مدروسًا بعناية، ربما مع تدريب مكثف قصير الأمد أو حتى استخدام تقنيات تصوير لإظهار مهارة مبالغ فيها، بهدف تعزيز صورته.

مشهد الشرع وهو يمارس الرياضة ليس مجرد صدفة… بل رسالة إعلامية محسوبة بعناية. والسؤال الأهم: هل تغيّر الصورة يمحو التاريخ؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *