يوم وفاة هتلر.. كيف سقطت النازية؟

#image_title

في الثلاثين من أبريل عام 1945، طوى التاريخ صفحة قاتمة من أكثر الفصول دموية في القرن العشرين، حيث وضع أدولف هتلر، زعيم ألمانيا النازية، حدًا لحياته في مخبئه ببرلين، تاركًا وراءه عالمًا يعج بالدمار والخراب.

لم يكن هذا اليوم مجرد نهاية لرجل، بل كان إيذانًا بانهيار أيديولوجية شيدت على العنف والتوسع، وأدخلت البشرية في أتون الحرب العالمية الثانية.

برلين في قبضة الجيش الأحمر

عندما أطلق هتلر رصاصة على رأسه في مخبئه المحصن، كانت برلين قد تحولت إلى ساحة معركة شرسة بين الجيش الأحمر السوفيتي وبقايا القوات النازية.

بدأ الهجوم على العاصمة الألمانية في العشرين من أبريل، حيث أحكم السوفييت الحصار حول المدينة، وانتقموا لما عانته بلادهم من هجمات النازيين، خاصة في معارك مثل ستالينغراد ولينينغراد، حيث لقي الملايين حتفهم.

ومع كل يوم كان يمر، كانت برلين تسقط قطعة بعد أخرى، حتى بات سقوطها أمرًا لا مفر منه.

النهاية داخل المخبأ

داخل المخبأ، حيث كان هتلر مختبئًا منذ يناير 1945، كانت الأوضاع أكثر قتامة من الخارج، فقد أدرك الزعيم النازي أن الإمبراطورية التي حلم بها تنهار أمام عينيه.

في 22 أبريل، تلقى نبأ فشل هجوم مضاد كان يعوّل عليه بشدة، وحينها أقرّ أخيرًا بهزيمته، رافضًا فكرة الهروب أو الوقوع في أيدي القوات السوفيتية، وربما استلهم قراره من مصير حليفه الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، الذي قُتل بطريقة بشعة على يد الثوار الإيطاليين، فقرر أن يموت بشروطه الخاصة.

في ليلة زواجه من إيفا براون، قرر الزوجان إنهاء حياتهما معًا.، حيث تناولت براون كبسولة السيانيد في 30 أبريل، بينما أطلق هتلر النار على نفسه، وقام مساعدوه بإحراق جثتيهما وفقًا لتعليماته، حتى لا تصبحا عرضة للتمثيل من قبل الأعداء.

ما بعد موت هتلر

لم يكن موت هتلر كافيًا لإنهاء الحرب على الفور، لكنه كان الضربة القاضية للنظام النازي.

في الأول من مايو، انتحر وزير الدعاية جوزيف غوبلز وزوجته بعد أن قتلا أطفالهما الستة، وأعلن الجيش الألماني استسلامه لاحقًا في 8 مايو، وهو اليوم الذي عُرف بـ “يوم النصر في أوروبا”.

في تلك الأيام العصيبة، كانت القوات المتحالفة تكتشف فظائع النازيين في معسكرات الاعتقال، حيث ظهرت الأدلة القاطعة على جرائم الإبادة الجماعية بحق الملايين.

وبينما تحررت أوروبا من نير النازية، كان العالم يواجه حقيقة مرعبة: كيف استطاع نظام كهذا أن يوجد وينتشر بهذه القوة؟

إرث النازية والعدالة المؤجلة

على الرغم من سقوط النظام النازي، إلا أن ملاحقة قادته استمرت لعقود عبر محاكمات نورمبرغ، حيث حُوكم كبار المسؤولين النازيين على جرائمهم ضد الإنسانية.

كما شهدت تلك الفترة انقسام ألمانيا إلى شرقية وغربية تحت سيطرة القوى الكبرى، في بداية ما أصبح لاحقًا الحرب الباردة.

أما العلماء والمهندسون الألمان، فقد وجدوا أنفسهم في سباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حيث انتقل بعضهم للعمل في برامج الفضاء والأسلحة، مثل فيرنر فون براون الذي أصبح من كبار علماء الصواريخ في وكالة “ناسا”.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *