وقف توريد الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.. كيف أدى لنتائج عكسية؟

وقف توريد الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.. كيف أدى لنتائج عكسية؟

ماذا حدث؟

في أواخر يونيو 2025، قرر البنتاغون، بقيادة وكيل وزير الدفاع للسياسات إلبريدج كولبي، تعليق شحنات أسلحة لأوكرانيا، تشمل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وقذائف مدفعية دقيقة، وصواريخ تُطلق من طائرات إف-16 أمريكية الصنع، بعد مراجعة كشفت عن انخفاض مخزونات الأسلحة الأمريكية.

القرار، الذي بدأ سراً في 30 يونيو وأُعلن في 1 يوليو، أثار جدلاً واسعاً لعدم تنسيقه مع البيت الأبيض أو وزارة الخارجية.

الرئيس ترامب، الذي بدا غير مدرك للوقف، نفى في 3 يوليو توقف الشحنات، قائلاً: “نحن نرسل الأسلحة”.

في 4 يوليو، وبعد مكالمة مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وصفت بـ”الاستراتيجية”، أعلن ترامب استئناف الشحنات، مؤكداً إرسال 10 صواريخ باتريوت إضافية.

جاء ذلك بعد هجوم روسي ضخم على كييف ليلة 3 يوليو، وهو الأكبر منذ بدء الحرب في 2022، مما كشف حاجة أوكرانيا الملحة للدفاعات الجوية.

لماذا هذا مهم؟

الوقف المؤقت، رغم قصره، كشف عن انقسامات داخل إدارة ترامب بين “التقييديين”، مثل كولبي ووزير الدفاع بيت هيغسيث، الذين يركزون على أولويات الأمن القومي الأمريكي، خاصة في آسيا والشرق الأوسط، وبين مؤيدي دعم أوكرانيا.

القرار أثار استياء الحلفاء الأوروبيين والكونغرس، حيث انتقد نواب جمهوريون وديمقراطيون، مثل مايكل ماكول وآدام سميث، عدم التشاور المسبق، معتبرين أن الوقف يقوض مصداقية أمريكا ويعرض أوكرانيا لخطر روسي متزايد.

موسكو، عبر دميتري بيسكوف، رحبت بالوقف كخطوة لإنهاء الحرب، مما عزز مخاوف أوكرانيا من ضعف الدعم الغربي.

الهجوم الروسي الضخم على كييف أظهر هشاشة دفاعات أوكرانيا، خاصة مع استنفاد صواريخ باتريوت، مما جعل الوقف قراراً كارثياً في توقيته.

تحليل عسكري أمريكي أكد أن إرسال الأسلحة لن يهدد الجاهزية الأمريكية، مما جعل مبررات الوقف “غير صادقة”، وفق النائب آدام سميث، وقد أظهر استئناف الشحنات تراجع ترامب تحت ضغط سياسي ودبلوماسي، لكنه كشف أيضاً عن فوضى في صنع القرار.

ماذا بعد؟

استئناف شحنات الأسلحة، وإن كان محدوداً (10 صواريخ باتريوت وصفت بـ”ضئيلة” من قبل مستشار أوكراني)، يعكس محاولة ترامب لتخفيف الضرر السياسي والحفاظ على دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

لكن الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية، خاصة تأثير “التقييديين”، قد تؤدي إلى توقفات مستقبلية إذا استمرت مخاوف المخزونات.

أوكرانيا، التي تعاني نقصاً في القوى البشرية وتكثيف الهجمات الروسية (330 صاروخاً و5000 طائرة مسيرة في يونيو)، بحاجة ماسة إلى دعم مستمر.

أوروبا، رغم عروض مثل ألمانيا لشراء بطاريات باتريوت، غير قادرة على سد الفجوة بالكامل.

وترامب، الذي يسعى لوقف إطلاق نار، قد يواجه تحديات مع رفض بوتين للمقترحات، مما يعزز الحاجة إلى دعم عسكري قوي لأوكرانيا لتعزيز موقفها في المفاوضات.

إذا لم تتوسع الشحنات، خاصة الدفاعات الجوية، فقد تواجه أوكرانيا خسائر مدنية وعسكرية أكبر، مما يطيل الحرب ويعقد جهود السلام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *