واشنطن تقلص وجودها العسكري في سوريا.. هل هذه بداية النهاية؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في تطور مفاجئ ومثير للانتباه على الساحة السورية، بدأت الولايات المتحدة في تقليص وجودها العسكري داخل الأراضي السورية، ضمن خطة تبدو وكأنها تمهيد لإغلاق معظم قواعدها هناك، والاكتفاء بقاعدة واحدة فقط.

وكشف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، خلال مقابلة مع محطة “إن تي في” التركية مساء الإثنين، أن واشنطن اتخذت خطوات فعلية نحو هذا الاتجاه، قائلاً: “انتقلنا من 8 قواعد إلى 5، ثم إلى 3، وسنبقي على الأرجح على قاعدة واحدة”.

انسحاب مفاجئ من دير الزور

هذه التصريحات تزامنت مع تقارير ميدانية تؤكد الانسحاب الأميركي من قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بحسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

خطوة وصفت بأنها من أبرز التحولات في خارطة الانتشار العسكري الأميركي شمال شرقي سوريا.

حقل العمر وكونيكو.. مغادرة المواقع الاستراتيجية

ووفقًا للمرصد، فإن عملية الانسحاب بدأت بهدوء في 18 مايو، لكنها شهدت تسارعًا ملحوظًا خلال اليومين الأخيرين.

وقد رُصدت أرتال عسكرية أميركية كبيرة، تضم عربات مدرعة ومعدات لوجستية، وهي تغادر موقعين استراتيجيين: حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، وهما منطقتان خاضعتان لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، المدعومة من واشنطن.

لماذا هذا مهم؟

اللافت أن قاعدة “العمر” كانت تُعدّ أكبر قاعدة أميركية في سوريا، ما يجعل الانسحاب منها نقطة تحول لافتة في الحضور الأميركي داخل البلاد.

وذكر تقرير المرصد أن عملية الإخلاء تمت وسط تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في مؤشر على درجة الحساسية الأمنية التي رافقت الانسحاب.

وعقب الانسحاب الأميركي، سارعت “قسد” إلى نشر قوات كوماندوز خاصة في المواقع التي تم إخلاؤها، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة أو محاولات للسيطرة على الفراغ الذي خلّفته القوات الأميركية.

ماذا بعد؟

ورغم أن هذه الخطوة لا تعني انسحابًا كاملاً من سوريا، فإنها تُعدّ واحدة من أكبر عمليات إعادة التموضع الأميركي في المنطقة، في ظل غموض يحيط بالدوافع الحقيقية وراء هذا التحرك، وتساؤلات حول ما إذا كانت هذه مجرد بداية لتحول أكبر في سياسة واشنطن تجاه الملف السوري.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *