هل ينجح ترامب في تفكيك التحالف الروسي-الصيني؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مقابلة أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 31 أكتوبر 2024 مع المذيع اليميني تاكر كارلسون، أكد أن إدارة جو بايدن ارتكبت خطأً فادحًا بتمكين التحالف بين الصين وروسيا، معتبرًا أن فصل القوتين سيكون أولوية في ولايته الثانية، وقال ترامب: “سأعمل على تفريقهما، وأعتقد أنني قادر على ذلك”.

ترامب، العائد إلى البيت الأبيض، يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، معتبراً أن تحسين العلاقات مع موسكو، حتى لو كان على حساب كييف، سيتيح له تركيز الجهود على احتواء الصين.

في مقابلة أخرى مع “فوكس نيوز”، شدد على أن “الدرس الأول في التاريخ هو ألا تسمح لروسيا والصين بالتحالف”.

هذا التوجه يعكس محاولة لإحياء استراتيجية الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، الذي عمل في السبعينيات على استقطاب الصين لمواجهة الاتحاد السوفيتي.

لكن ترامب يواجه واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث أصبح التحالف الروسي-الصيني أكثر رسوخًا مما كان عليه خلال الحرب الباردة.

لماذا هذا مهم؟

منذ إعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ في فبراير 2022 عن “صداقة بلا حدود”، تعزز التعاون بين البلدين ليشمل مجالات عدة، من الاقتصاد إلى الدفاع.

الصين باتت الشريك التجاري الأكبر لروسيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في 2024 مستوى قياسيًا عند 237 مليار دولار، ما يجعل موسكو تعتمد اقتصاديًا بشكل متزايد على بكين.

إضافة إلى ذلك، تتشارك الدولتان هدفًا استراتيجيًا يتمثل في تقويض الهيمنة الغربية بقيادة واشنطن، فبينما تعزز الصين وجودها في بحر الصين الجنوبي وتكثف الضغط على تايوان، تواصل روسيا مساعيها في أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.

وفي حين يرى ترامب أن بإمكانه إقناع روسيا بالتخلي عن الصين، فإن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فبالرغم من اهتمام موسكو بتحقيق مكاسب من علاقتها مع واشنطن، تدرك أن فك ارتباطها ببكين قد يعرضها لعواقب اقتصادية وسياسية خطيرة.

ماذا بعد؟

إذا مضى ترامب في خطته، فقد يجد نفسه أمام معادلة معقدة. فمن ناحية، قد تؤدي سياسته إلى تعزيز الشكوك بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، خاصة في ظل دعمه للتيارات اليمينية في أوروبا، مما قد يُضعف التكتل الغربي في مواجهة بكين وموسكو.

من ناحية أخرى، يمكن أن تستغل الصين هذه التحركات لتعزيز موقفها، سواء عبر توطيد نفوذها في الجنوب العالمي، أو عبر تكثيف استراتيجياتها الاقتصادية والعسكرية لحماية مصالحها.

كذلك، قد تدفع سياسة ترامب موسكو إلى لعب دور أكثر براغماتية، من خلال موازنة علاقاتها مع بكين وواشنطن، ولكن دون قطع روابطها الاستراتيجية مع الصين.

في النهاية، بينما يأمل ترامب في إحداث شرخ بين روسيا والصين، قد يجد نفسه في وضع يزيد من تآكل النفوذ الأميركي، وبدلاً من تفكيك تحالف الخصوم، قد يتسبب في مزيد من الانقسامات داخل المعسكر الغربي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *