ماذا حدث؟
أطلقت إسرائيل سلسلة هجمات جوية استهدفت البرنامج النووي الإيراني، مما يمثل أكبر ضربة مباشرة على بنية إيران النووية.
وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تضررت منشأة نطنز، المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، بينما تعرضت منشأتا فوردو وأصفهان لهجمات، لكن دون تأكيد اختراق دفاعات فوردو المدفونة تحت جبل.
أفادت تقارير أولية أن الضربات أوقفت الكهرباء عن قاعات الطرد المركزي في نطنز، لكن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لم يُدمر.
استهدفت إسرائيل أيضًا علماء نوويين بارزين، مثل فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، وقادة عسكريين، لكن لم يُعرف بعد عدد القتلى من الفنيين النوويين.
ردت إيران بإطلاق 370 صاروخًا باليستيًا ومسيرات على إسرائيل، مما أسفر عن 24 قتيلًا و592 جريحًا.
لماذا هذا مهم؟
تُثير الضربات تساؤلات حول ما إذا كانت ستنهي البرنامج النووي الإيراني أم ستدفعه نحو التسلح.
بحسب ريتشارد نيفيو المحلل في مجلة فورين أفيرز، فيتطلب إنهاء البرنامج تدمير المواد (اليورانيوم المخصب)، والمعدات (أجهزة الطرد المركزي)، والمعرفة (العلماء)، وإرادة إيران السياسية.
الضربات نجحت في تدمير بنية تحتية رئيسية، لكن فشلها في تدمير فوردو أو مخزون اليورانيوم يعني أن إيران قد تُعيد بناء برنامجها في أسابيع إذا نقلت مخزونها إلى موقع سري.
إيران تمتلك آلاف أجهزة الطرد المركزي الصغيرة (20-30 سم قطرًا و1-2 متر ارتفاعًا)، مما يُصعب تدميرها مقارنة بالمفاعلات الكبيرة التي دمرتها إسرائيل في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007.
كما أن الضربات قد تُعزز عزيمة إيران لتطوير قنبلة كرادع، خاصة بعد تدمير دفاعاتها الجوية.
ماذا بعد؟
من غير المرجح أن تنهي الضربات البرنامج النووي نهائيًا لعدة أسباب:
أولاً، إيران تحتفظ بمعرفة نووية لا يمكن قصفها، ويمكنها إعادة بناء أجهزة الطرد المركزي بسرعة.
ثانيًا، فشل إسرائيل في اختراق منشأة فوردو، التي تتطلب قنابل خارقة (30,000 رطل) لا تمتلكها إسرائيل، يحد من التأثير طويل الأمد.
ثالثًا، قد تُخرج إيران مفتشي الوكالة الدولية وتُخفي برنامجها تحت الأرض، مما يُعقد المراقبة.
رابعًا، الضغط العسكري قد يدفع إيران للتفاوض، لكنها لن تقبل صفقة تحت التهديد، والأرجح أن تستمر إيران في الرد عسكريًا مع محاولة تصوير إسرائيل كـ”دولة مارقة”، مما يُعقد المحادثات الأمريكية-الإيرانية.
قد تُطيل إسرائيل الضربات لاستهداف قطاع النفط أو قادة النظام، لكن هذا يُخاطر بحرب إقليمية.