في ظل مفاوضات محتدمة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران، تبرز تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المحادثات ستقتصر على تقليص البرنامج النووي الإيراني أم ستتجاوزه لمعالجة دعم طهران للإرهاب.
هذا الجدل يكشف عن تحديات معقدة قد تحدد مصير الاتفاق وتأثيره على الاستقرار الإقليمي.
ماذا حدث؟
تُجري إدارة ترامب مفاوضات مع إيران تركز على الحد من تخصيب اليورانيوم، لكن دون إيلاء اهتمام واضح لدعم طهران للإرهاب، رغم أن الرئيس أكد في مذكرة أمنية بفبراير 2025 أن أهدافه تشمل مواجهة “النفوذ الخبيث” لإيران.
هذا الدعم الإيراني، الذي شمل تمويل هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وتعزيز اضطرابات عبر حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، كان سببًا رئيسيًا لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA) في 2018.
وثائق صادرة من غزة أظهرت تورط إيران في التخطيط لهجوم أكتوبر، مما يعزز اتهامات الولايات المتحدة بتواطؤ طهران.
ورغم العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي ودعمها للإرهاب، فإن المفاوضات الحالية، بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف، تبدو محصورة في الملف النووي، مما يثير مخاوف من اتفاق “دون المستوى” قد يعيد إحياء إخفاقات اتفاق أوباما.
لماذا هذا مهم؟
اقتصار المفاوضات على البرنامج النووي يهدد بإنتاج اتفاق هش، لأن إيران لن تحصل على الفوائد الاقتصادية المنشودة طالما بقيت العقوبات المرتبطة بدعمها للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
هذه العقوبات، التي تتجاوز الملف النووي، تحد من اندماج إيران في النظام المالي العالمي، كما أظهرت شكاوى المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2016 من عدم تحقق الوعود الاقتصادية لاتفاق 2015.
دعم إيران لجماعات مثل حماس وحزب الله، التي لا تزال تشكل تهديدًا لإسرائيل رغم تراجع قدراتها، إلى جانب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، يعزز الحاجة إلى شمولية المفاوضات.
إهمال هذا الجانب قد يعيد سيناريو فشل JCPOA، حيث أدت استمرار الأنشطة غير القانونية لإيران إلى تردد البنوك الدولية في التعامل معها.
اللحظة الحالية، مع ضعف وكلاء إيران الإقليميين، توفر فرصة لترامب لاستخدام العقوبات كأداة ضغط لإجبار طهران على التخلي عن دعم الإرهاب، مما يعزز الاستقرار الإقليمي.
ماذا بعد؟
إذا استمرت المفاوضات دون معالجة دعم إيران للإرهاب، فإنها ستواجه خطر الفشل أو إنتاج اتفاق محدود يثير انتقادات داخلية وإقليمية.
توسيع نطاق المحادثات ليشمل وقف تمويل الجماعات الإرهابية قد يفتح الباب أمام رفع بعض العقوبات، مما يتيح لإيران تحقيق مكاسب اقتصادية مقابل تنازلات جوهرية، لكن هذا يتطلب إرادة سياسية من طهران، التي قد تقاوم التخلي عن وكلائها الإقليميين.
إدارة ترامب، التي أظهرت صرامة في فرض “الضغط الأقصى”، قد تواجه ضغوطًا من إسرائيل وحلفاء الخليج لتشديد الموقف، كما أن استمرار هجمات الحوثيين وحزب الله قد يدفع واشنطن لتكثيف العقوبات بدلاً من تخفيفها.