ماذا حدث؟
في 28 نوفمبر 2025، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية في بيت جن بريف دمشق، واعتقل ثلاثة عناصر من “الجماعة الإسلامية” في لبنان (الفرع اللبناني للإخوان المسلمين)، متهماً إياهم بالتنسيق مع حماس وحزب الله لتهريب أسلحة وتخطيط هجمات.
بعد أيام، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يبدأ إجراءات تصنيف فروع الإخوان في لبنان والأردن ومصر كمنظمات إرهابية أجنبية، مع تجميد أصولها ومراجعة ملفاتها.
لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس وافقت على مشروع قانون مشابه، لكنه يواجه معارضة ديمقراطية بسبب شموليته.
الجماعة الإسلامية نفت أي نشاط خارج لبنان، لكن التقارير كشفت عن ارتباطها الميداني بحماس (قتلى مع العاروري) وحزب الله (تنسيق هجمات جنوباً)، مما جعل تصنيفها “أسهل” قانونياً.
لماذا هذا مهم؟
التصنيف يُمثل خطوة أمريكية-إسرائيلية منسقة لتفكيك شبكات الدعم اللوجستي لمحور المقاومة، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023 حيث أصبحت الجماعة الإسلامية جزءاً من الجبهة الموحدة مع حماس وحزب الله.
في لبنان، تُعتبر الجماعة “ذراعاً سنية” للمحور، وفي الأردن ارتفع نشاط الإخوان نحو العنف بعد غزة، مع محاولات تصنيع مسيرات وتسلل حدودي. في مصر، يُربط الإخوان بتنظيم “حسم” الإرهابي.
التركيز على هذه الفروع الثلاثة (وليس التنظيم الأم) يُتيح لأمريكا تجميد الأموال وملاحقة الدعم دون مواجهة مباشرة مع تركيا وقطر، الداعمتين الرئيسيتين.
هذا يُضعف الإخوان في محيط إسرائيل مباشرة، ويُعزز الضغط على الحكومات العربية لقطع علاقاتها بهم، مما يُغير موازين القوى الإقليمية.
ماذا بعد؟
خلال 2026، ستُكمل وزارة الخارجية الأمريكية إجراءات التصنيف، مما يُجمد أصول الفروع الثلاثة ويُعرّض أي داعم لعقوبات ثانوية، وربما يُوسّع ليشمل كيانات في قطر وتركيا إذا ثبت تمويلها.
في لبنان، ستُضعف الجماعة عسكرياً، لكنها قد تتحول إلى عمل تحت الأرض.
في الأردن، ستُشدد الرقابة على الإخوان، وربما يُحظر نشاطهم السياسي.
في سوريا، سيُمنع الإخوان من العودة الرسمية، مع استمرار الشرع في استبعادهم.
على المدى الطويل، سيُقلل التصنيف نفوذ الإخوان في المنطقة، لكنه قد يُولد رد فعل معاكس يُعزز التطرف، خاصة إذا اعتُبر “حرباً على الإسلام السياسي”.
في النهاية، يُمثل هذا التحرك بداية نهاية الإخوان كقوة منظمة في محيط إسرائيل، لكن صوتهم قد يعلو مجدداً من تحت الرماد.