ماذا حدث؟
تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيحات متعددة لجائزة نوبل للسلام في 2025، بما في ذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (8 يوليو 2025) لدوره في التفاوض على وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، ومن باكستان (20 يونيو 2025) لتدخله الدبلوماسي في نزاع الهند وباكستان، ومن النائب الأمريكي بادي كارتر (24 يونيو 2025) لجهوده في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ومن النائب داريل عيسى (5 مارس 2025) لدوره في اتفاقيات أبراهام 2019.
ومع ذلك، سحب النائب الأوكراني أوليكساندر ميريجكو ترشيحه في يونيو 2025 بسبب فشل ترامب في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يثير هذا الجدل حول ما إذا كان ترامب يستحق الجائزة، خاصة مع استمرار الصراع في غزة واتهامات لنتنياهو باستخدام الترشيح لأغراض سياسية.
آراء الخبراء
استطلعت “The Conversation” آراء خمسة خبراء في يوليو 2025، وكانت وجهات نظرهم متباينة:
– إيما شورتيس (RMIT University): ترى أن ترشيح ترامب من نتنياهو، المتهم بجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، يثير الشكوك، وتقول إن دعم ترامب المستمر لإسرائيل، بما في ذلك توفير أسلحة (مثل قنابل BLU-117)، يتعارض مع روح جائزة نوبل، وتشير إلى أن ترامب قد يستخدم الترشيح لتعزيز صورته السياسية، لكن دوره في غزة لا يرقى إلى مستوى تحقيق سلام دائم.
علي معموري (Deakin University): يرى أن ترامب لا يستحق الجائزة لأن جهوده، مثل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، جاءت بعد تصعيد عسكري (ضربات أمريكية على إيران في يونيو 2025)، ويشير إلى أن اتفاقيات أبراهام لم تتناول القضية الفلسطينية، مما يقلل من تأثيرها. يعتقد أن الترشيحات مدفوعة بمصالح سياسية، خاصة من نتنياهو، الذي يسعى لدعم ترامب لتأمين مصالحه.
– إيان بارميتر (Australian National University): يعترف بدور ترامب في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لكنه يرى أن هذا لا يكفي للجائزة، ويشير إلى أن السلام المستدام يتطلب معالجة القضايا الأساسية، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث فشل ترامب في تحقيق تقدم كبير، ويعتبر الترشيح من نتنياهو “مناورة سياسية” أكثر من كونه تقديراً حقيقياً.
– جاسمين-كيم وستندورف (University of Melbourne): تشكك في استحقاق ترامب بسبب نهجه “المعاملاتي” في الدبلوماسية، الذي يفتقر إلى التركيز على حقوق الإنسان والعدالة، وتشير إلى أن دعمه لإسرائيل، بما في ذلك إمدادات الأسلحة، يناقض معايير نوبل. ترى أن أي تقدم في غزة يعتمد على تنازلات نتنياهو، وليس ترامب وحده.
– شهرام أكبرزاده (Deakin University): يعارض فكرة فوز ترامب، مشيراً إلى أن دوره في الصراعات، مثل غزة، كان هامشياً مقارنة بحاجة إسرائيل لتخفيف الضغط الدولي، ويرى أن ترشيح نتنياهو هو محاولة للإطراء على ترامب، وليس تقديراً لإنجازات حقيقية، ويؤكد أن الجائزة تتطلب إسهامات عميقة ومستدامة، وهو ما لم يحققه ترامب بعد.
اختلاف الآراء
المؤيدون: يركز المؤيدون، مثل نتنياهو وباكستان، على تدخلات ترامب في نزاعات مثل الهند-باكستان وإسرائيل-إيران، بالإضافة إلى اتفاقيات أبراهام.
يرون أن نهجه “القوة من أجل السلام” يستحق التقدير، في حين يشيد النائب عيسى بدوره في اتفاقيات أبراهام، بينما يرى كارتر أن تدخله ضد إيران منع تصعيداً نووياً.
المعارضون: يرى النقاد، بما في ذلك الخبراء الخمسة السابقين، أن ترامب لا يستحق الجائزة بسبب دعمه العسكري لإسرائيل، الذي ساهم في مقتل عشرات الآلاف في غزة، وسياساته التي تتجاهل القضية الفلسطينية.
ماذا بعد؟
جائزة نوبل للسلام لعام 2025 لديها 338 مرشحاً (244 فرداً و94 منظمة)، ويتم اختيار الفائز من قبل لجنة نوبل النرويجية بناءً على معايير ألفريد نوبل: تعزيز الأخوة بين الأمم، وتقليص الجيوش الدائمة، ودعم مؤتمرات السلام.
الترشيحات تظل سرية لمدة 50 عاماً، واللجنة ستقرر بالإجماع أو الأغلبية على أن يكون الإعلان في أكتوبر 2025.