ماذا حدث؟
شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة النطاق دعت إليها عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، مطالبةً بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
المتظاهرون أغلقوا طرقًا رئيسية في تل أبيب، رفعوا أعلام إسرائيل وصور الأسرى، وتجمعوا قرب فرع البعثة الأمريكية ومنازل وزراء.
هذه الاحتجاجات تزامنت مع اجتماع المجلس الوزاري الأمني “الكابينت”، الذي كان متوقعًا أن يناقش الحرب في غزة، لكنه تجاهل ملف الأسرى، مركزًا على خطط عسكرية، بما في ذلك اقتحام مدينة غزة
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن أنه “لا توجد صفقة تبادل حاليًا على الطاولة”، مشددًا على رفضه لصفقات جزئية وتأكيده على مواصلة الحرب لتدمير حماس.
زعيم المعارضة يائير لابيد انتقد هذا الموقف، معتبرًا أن تجاهل الصفقة “وصمة عار”، بينما أكدت قطر أنها تنتظر ردًا إسرائيليًا رسميًا على مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه حماس.
لماذا هذا مهم؟
هذه الاحتجاجات تعكس انقسامًا داخليًا عميقًا في إسرائيل بين الرغبة الشعبية في إنهاء الحرب وإعادة الأسرى وبين سياسات نتنياهو العسكرية المتشددة.
تصريحات نتنياهو وتركيز الكابينت على العمليات العسكرية بدلاً من التفاوض يعززان التوترات الداخلية، خاصة مع عائلات الأسرى التي ترى أن الحكومة تضحي بأرواح ذويهم لأهداف سياسية
من جهة أخرى، استمرار الحرب يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة حالة مجاعة ودمار هائل، مما يزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
تجاهل نتنياهو لمقترح الوسطاء، الذي وافقت عليه حماس، يشير إلى إعطاء الأولوية للأهداف العسكرية على حساب حياة الأسرى والاستقرار الإقليمي، مما قد يعزز الانتقادات الداخلية والخارجية لسياساته.
ماذا بعد؟
موقف نتنياهو الرافض للصفقات الجزئية وإصراره على مواصلة الحرب قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات، خاصة مع تنظيم تجمعات يومية ومشاركة عسكريين سابقين.
إذا استمر تجاهل مطالب المتظاهرين، فقد تتسع الفجوة بين الحكومة والشعب، مما يهدد استقرار الائتلاف الحاكم، خاصة بعد استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير احتجاجًا على اتفاقات سابقة.
على الصعيد الدولي، قد يؤدي استمرار الحرب إلى مزيد من العزلة الدبلوماسية لإسرائيل، خاصة مع انتقادات الأمم المتحدة وحلفاء مثل ألمانيا.
في غزة، من المتوقع أن يؤدي التصعيد العسكري إلى مزيد من الخسائر البشرية والدمار، مما يعقد جهود الوساطة.
رد إسرائيل على مقترح الوسطاء سيحدد ما إذا كانت المفاوضات ستستأنف أم ستتجه المنطقة نحو تصعيد شامل.