ماذا حدث؟
في 29 أكتوبر 2025، أغلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب نهائياً أمام فكرة الترشح لولاية ثالثة، مؤكداً على متن طائرة “إير فورس وان” في طريقه إلى كوريا الجنوبية أن التعديل الثاني والعشرين في الدستور يمنع ذلك بوضوح، قائلاً: “إذا قرأت الدستور، فالأمر واضح جدًا.. لا يُسمح لي بالترشح”.
أضاف أن شعبيته في أعلى مستوياتها وفق الاستطلاعات، لكنه يرى الأمر “مؤسفاً”، مشيراً إلى أنه “سنرى ما سيحدث”.
جاء ذلك بعد نقاش مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي أكد أن تعديل الدستور يتطلب موافقة ثلثي الكونغرس وثلاثة أرباع الولايات، وهي عملية تستغرق عقداً، مما يجعلها غير ممكنة قبل 2028.
سبق ذلك تلميحات من ترامب وحلفائه مثل ستيف بانون إلى نظريات قانونية تطعن في الحد الرئاسي، لكن جونسون وصفها بـ”الاستعراض السياسي” لاستفزاز الديمقراطيين.
لماذا هذا مهم؟
يُنهي تصريح ترامب جدلاً دستورياً استمر أشهراً، منذ فوزه بولايته الثانية في نوفمبر 2024، حيث أثار تلميحاته مخاوف ديمقراطية من محاولات لكسر التقليد الذي أرساه فرانكلين روزفلت قبل التعديل عام 1951.
الإعلان يُعزز الاستقرار الدستوري، لكنه يُبرز تحولاً في موقف ترامب من الغموض إلى الوضوح، مما يُهدئ التوترات السياسية ويُمنع أزمة دستورية محتملة.
كما يُشير إلى بدء انتقال السلطة داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع ذكر ترامب لجي دي فانس وماركو روبيو كمرشحين محتملين لـ2028، مما يُعكس وعيه بعمره (79 عاماً، وسيكون 82 في 2028).
سياسياً، يُضعف التصريح نفوذ المتشددين في قاعدته الذين كانوا يأملون في “ترامب إلى الأبد”، لكنه يُحافظ على شعبيته كـ”رئيس قوي” يحترم القانون، مما يُعزز إرثه قبل انتهاء ولايته في يناير 2029.
ماذا بعد؟
مع إغلاق الباب دستورياً، سيركز ترامب على تعزيز إرثه في السنوات الثلاث المتبقية، مثل صفقات السلام وإصلاحات اقتصادية، مع دعم مرشحين جمهوريين في 2028 لضمان استمرار “أمريكا أولاً”.
قد يشهد الحزب الجمهوري صراعاً داخلياً بين فانس (الأقرب لترامب) وروبيو (الأكثر تقليدية)، مما يُشكل الانتخابات المقبلة.
دستورياً، قد يُثير الجدل نقاشات حول تعديل الحد الرئاسي، لكن فرصته ضعيفة بسبب الانقسام الحزبي.
على المدى الطويل، يُمهد الإعلان لانتقال سلس، محافظاً على الديمقراطية الأمريكية، لكن فشل ترامب في دعم مرشح قوي قد يُعيد الديمقراطيين إلى السلطة، مما يُعيد تشكيل السياسة الأمريكية لعقد قادم.