هل لبنان على موعد مع حرب شاملة مع إسرائيل؟

ما مصير لبنان بعد نهاية حرب غزة؟

ماذا حدث؟

في الأسابيع الأخيرة، شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً متزايداً، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان، استهدفت خمسة مخازن أسلحة في مناطق عيتا الشعب ودير كيفا وطير فلسية وشحور، كلها جنوب نهر الليطاني.

جاءت هذه العمليات بعد أوامر إجلاء سكانية مدروسة استغرقت ثلاث ساعات، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين من حزب الله وإصابة آخرين.

 منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن تحييد أكثر من 360 عنصراً من الحزب وتدمير مئات الأهداف، فيما اتهمت إسرائيل الجيش اللبناني بعدم تنفيذ التزاماته بنزع سلاح الحزب جنوب الليطاني بموجب القرار 1701.

في السياق نفسه، أصدر الجيش اللبناني بياناً ينتقد “الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة”، مما أثار غضباً أمريكياً أدى إلى إلغاء زيارة قائده رودولف هيكل إلى واشنطن، وهجوماً من السيناتورين غراهام وإرنست يصفان فيه الجيش بـ”الشريك غير الجدير”.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل هذا التصعيد تحولاً في الاستراتيجية الإسرائيلية، من سياسة الاحتواء المحدودة قبل أكتوبر 2023 إلى نموذج “أيام القتال”، وهو سلسلة عمليات مركزة تهدف إلى منع إعادة تسليح حزب الله دون الدخول في حرب شاملة.

جاء هذا التحول بعد صدمة 7 أكتوبر، حيث أدركت إسرائيل أن “العدو الذي يمتلك قدرة قد يستخدمها”، كما يقول وزير الاقتصاد نير بركات.

الضربات تُحمّل لبنان مسؤولية “الفراغ السيادي”، مما يُعرض المساعدات الأمريكية للجيش (أكثر من 3 مليارات دولار في 20 عاماً) للمراجعة في الكونغرس، ويُثير مخاوف من أزمة داخلية لبنانية.

على الصعيد الإقليمي، يُقرأ التصعيد كضغط على حزب الله للتراجع، مع غطاء أمريكي ضمني يُسمح بعمليات محدودة شريطة عدم التصعيد إلى حرب كاملة، مما يُعيد تشكيل التوازن في الشرق الأوسط بعد اتفاق غزة.

ماذا بعد؟

مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية في 2026، قد يستغل نتنياهو “الأمن القومي” لتعزيز شعبيته، مما يُزيد احتمال “أيام قتال” إضافية في الجنوب اللبناني إذا لم يتحرك الجيش اللبناني.

واشنطن ستُواصل الضغط الدبلوماسي على بيروت لتنفيذ القرار 1701، مع دعم ضمني للعمليات الإسرائيلية المحدودة، لكنها ستُحذر من الانزلاق إلى حرب واسعة تُعطل خططها الإقليمية.

في لبنان، قد يُؤدي الفراغ إلى احتجاجات داخلية أو انقسامات سياسية، مما يُضعف موقف حزب الله.

إذا نجحت إسرائيل في تقويض القدرات دون تصعيد كبير، سيُصبح الجنوب منطقة عازلة فعلية؛ أما إذا رد الحزب بقوة، فقد تتحول المواجهة إلى حرب تُغرق المنطقة في فوضى جديدة.

في النهاية، يبقى السلام الهش رهينة للتوازن بين الضغط العسكري والحلول السياسية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *