ماذا حدث؟
في أغسطس 2025، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بهدف دفع عملية السلام في أوكرانيا.
رغم وعود ترامب بفرض “عواقب وخيمة” إذا لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار، إلا أن روسيا صعدت هجماتها، حيث أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مدنياً، بينهم أطفال، في هجوم على كييف في 28 أغسطس.
كما دمر هجوم روسي في 21 أغسطس مصنعاً أمريكياً للإلكترونيات قرب الحدود المجرية، في تحدٍ واضح لترامب.
بعد القمة، زار سبعة قادة أوروبيين البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدين على ضرورة ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكن بوتين تجاهل تعهده بلقاء زيلينسكي، مما أثار شكوكاً حول نواياه.
لماذا هذا مهم؟
هذا التصعيد يكشف تحدي بوتين لجهود ترامب، مما يضع الأخير أمام اختبار حاسم لمصداقيته كوسيط سلام.
الحرب في أوكرانيا، التي بدأت عام 2022، أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، وتستمر روسيا في احتلال حوالي خُمس الأراضي الأوكرانية.
عدم استجابة بوتين يعرض طموحات ترامب لتحقيق سلام تاريخي للخطر، خاصة مع ضغوط داخلية من قاعدته السياسية التي تفضل سياسة “أمريكا أولاً”.
الأهمية تكمن أيضاً في تأثير الحرب على الاستقرار العالمي، حيث يمكن أن يؤدي نجاح ترامب في فرض السلام إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة أمام خصوم مثل الصين وإيران.
الضغط الاقتصادي والعسكري المشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا، بقوتهما الاقتصادية الهائلة، يمنح ترامب فرصة لتغيير مسار الصراع إذا استُخدم بحزم.
ماذا بعد؟
يحث الخبراء ترامب بتكثيف الضغط على بوتين من خلال فرض عقوبات اقتصادية صارمة، مثل قانون العقوبات على روسيا لعام 2025، الذي يتضمن تعرفة بنسبة 500% على البضائع الروسية وتجميد أصول مالية.
كما يطلبون منه دعم ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية لأوكرانيا، تشمل تزويدها بأسلحة بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية روسية، وهو ما بدأت بريطانيا وفرنسا بتطبيقه.
الاجتماع المقبل في باريس بين القادة الأوروبيين سيحدد خططاً أكثر دقة لنشر قوات حفظ سلام، مما يتطلب التزاماً أمريكياً واضحاً، فإذا فشل ترامب في الضغط على بوتين، قد يُنظر إليه كمتساهل، مما يضعف موقفه دولياً.
على العكس، فإن النجاح في إجبار روسيا على التفاوض بحسن نية قد يعزز إرثه كصانع سلام، مع تداعيات إيجابية على استقرار أوروبا والنظام العالمي.