ماذا حدث؟
في يوليو 2025، اندلعت اشتباكات عنيفة في محافظة السويداء جنوب سوريا بين مقاتلين دروز ومسلحين من العشائر البدوية، على خلفية اعتداء على تاجر درزي، مما أدى إلى عمليات اختطاف انتقامية وتصعيد مسلح.
وسط هذا الصراع، ظهرت تقارير ومنشورات على منصة إكس تشير إلى تورط مقاتلين لبنانيين، بمن فيهم أفراد مرتبطون بحزب الله، إلى جانب العشائر البدوية.
على سبيل المثال، تداول ناشطون أنباء عن أسر مجموعة من عناصر حزب الله في السويداء مع أسلحتهم ومعداتهم، رغم أن هذه الأنباء لم تؤكد رسميًا.
كما ظهر مصطفى مليحان، شاب لبناني من وادي خالد، في مقطع مصور معلنًا مشاركته في المعارك قبل مقتله، دون تأكيد انتمائه لحزب الله.
حزب الله نفى رسميًا أي تورط مباشر في هذه الاشتباكات، بينما أشار مسؤولون لبنانيون، مثل أحمد الشيخ، إلى أن مشاركة لبنانيين كانت مبادرات فردية ناتجة عن روابط عشائرية عابرة للحدود.
لماذا هذا مهم؟
تورط لبنانيين، سواء كأفراد أو ضمن فصائل مرتبطة بحزب الله، في السويداء يعكس تعقيدات الروابط الطائفية والعشائرية بين سوريا ولبنان، مما يهدد استقرار البلدين.
هذه الأحداث تثير مخاوف من تحويل السويداء إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، خاصة مع تدخل إسرائيل عبر غارات جوية تحت ذريعة حماية الدروز، وتزامنًا مع ضغوط دولية لنزع سلاح حزب الله.
الدعوات اللبنانية، مثل دعوة وئام وهاب لتشكيل “جيش التوحيد” دفاعًا عن الدروز، وتحريض آخرين على دعم العشائر، تعمق الانقسامات الطائفية وتهدد بجر لبنان إلى صراع داخلي جديد.
قانونيًا، مشاركة اللبنانيين في نزاعات خارجية يعتبر انتهاكًا للقانون اللبناني والدولي، مما يضع الدولة اللبنانية في مأزق سيادي.
ماذا بعد؟
الاشتباكات في السويداء توقفت مؤقتًا بوساطة أمريكية وعربية، مع نشر قوات أمن سورية وتكليف فصائل درزية بحفظ الأمن، لكن غياب تأكيد رسمي لتورط حزب الله يبقي الوضع غامضًا، مع احتمال تجدد التوترات إذا استمرت التحركات الفردية أو التدخلات الخارجية.
لبنان بحاجة إلى ضبط هذه التحركات عبر تطبيق القانون لمنع تصعيد طائفي، بينما يتعين على سوريا تعزيز سيطرتها الأمنية لتجنب تحويل السويداء إلى ساحة صراع إقليمي.
الروابط العشائرية قد تدفع لمشاركات فردية مستقبلية، لكن دون دعم منظم، قد تظل محدودة.