هل تنقل تركيا نموذج سوريا لغزة؟

هل تنقل تركيا نموذج سوريا لغزة؟

ماذا حدث؟

في اجتماع عقدته دول إسلامية في إسطنبول في 2 نوفمبر 2025، أكدت تركيا، على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، سعيها للمشاركة في القوة الدولية المُعدّة لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة، مع التركيز على إعادة الإعمار وإعادة السكان إلى منازلهم، مشددًا على أن “الفلسطينيين يجب أن يحكموا أنفسهم” ورفض أي “نظام وصاية جديد”.

جاء ذلك بعد اجتماعات مع قطر والسعودية والإمارات والأردن وإندونيسيا، حيث شددت الدول على ضرورة مصالحة فلسطينية داخلية بين حماس والسلطة الفلسطينية، مع إعلان تركيا عن استعداد حماس لتسليم الحكم للجنة فلسطينية.

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي دور تركي، معتبرًا أن أنقرة تُدعم حماس، مما يُعيق الخطة الأمريكية للقوة الدولية.

هذا يأتي بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، حيث نجحت تركيا في دعم حكومة انتقالية في سوريا، مع وجود 20 ألف جندي تركي في الشمال، مقابل تقدم إسرائيلي في الجنوب.

لماذا هذا مهم؟

يسعى أردوغان لنقل “النموذج السوري” إلى غزة، حيث ساعدت تركيا هيئة تحرير الشام على الاعتدال، مقابل دعم أمني ومالي، مُحولةً إدلب إلى نموذج حكم، كما يُقول سونر جاغابتاي من معهد واشنطن.

هذا يُعزز نفوذ تركيا الإقليمي، مع وجود عشرات الآلاف من الجنود في سوريا وليبيا والصومال، مُعيقًا إسرائيل التي ترى فيه “صحوة إسلامية” تهدد أمنها، خاصة مع دعم أنقرة لحماس.

دول عربية أخرى تعارض، معتبرة حماس امتدادًا للإخوان المسلمين، مُعقدةً التعاون الإقليمي، بينما تُدعم واشنطن دورًا محدودًا لتركيا كوسيط، كما في وقف إطلاق النار، في ظل وجود فيتو إسرائيلي ضد المشاركة التركية.

هذا يُعكس تنافسًا على مستقبل غزة، مع مخاوف من “تصدير” الإسلام السياسي التركي، مُهددًا الاستقرار الإقليمي.

ماذا بعد؟

مع رفض إسرائيل، قد تُقتصر مشاركة تركيا على الإعمار والمساعدات، مع ضغط أمريكي للتسوية، وتكتفي تركيا باجتماعات مثل اجتماع إسطنبول الذي شدد على “الحكم الفلسطيني”، لتسجيل مواقف سياسية.

سوريا قد تُصبح نموذجًا لتركيا في غزة، مع دعم لمصالحة حماس-السلطة، لكن التوترات مع إسرائيل وبعض الدول العربية قد تُعيق الدور، مُعززةً التنافس مع مصر وقطر.

على المدى الطويل، إذا نجحت جهودها، فقد تُعزز تركيا نفوذها كوسيط معتدل، لكن فشلها يُعيد التوازن الإقليمي لصالح الخليج، مُعتمدًا على قرار أممي للقوة الدولية.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *