ماذا حدث؟
في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووقع الاثنين الماضي، أدلى ترامب بتصريحات حادة بشأن سلاح حماس في غزة.
قال إنه إذا لم تلقِ الحركة سلاحها، فسيتم نزعه بالقوة، وربما بعنف سريع. جاء ذلك بعد تنفيذ بعض بنود الاتفاق، مثل تسليم الرهائن الأحياء وجثث آخرين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين ووقف العمليات العسكرية.
ومع ذلك، أصبح نزع السلاح التحدي الأكبر، حيث يشمل تفكيك بنية لوجستية متكاملة تشمل صواريخ، مخازن، ورش تصنيع، أنفاق تهريب، وسلاسل تمويل.
كما قتلت حماس سبعة أشخاص في غزة متهمين بالتواطؤ مع إسرائيل، مما دفع ترامب إلى التهديد باستئناف القتال إذا لم تلتزم الحركة.
تزامن ذلك مع توجيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس للجيش بإعداد خطة لهزيمة حماس إذا تجددت الحرب، بعد عامين من اندلاع الصراع في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 251، مقابل أكثر من 66 ألف فلسطيني وتدمير ثلاثة أرباع المباني في غزة.
لماذا هذا مهم؟
نزع سلاح حماس ليس مجرد جمع أسلحة، بل يمثل تفكيك منظومة نفوذ وهوية للحركة، مما يجعله أمراً حاسماً للاستقرار الإقليمي.
الخبراء مثل ماكس أبراهامز يرونه المهمة الأصعب بعد “الثمار السهلة” مثل تبادل الرهائن، لأنه يتطلب إغلاق أنفاق التهريب، تعطيل بنيات القيادة، وقطع التمويلات.
الكولونيل الإسرائيلي رؤوفين بركو يؤكد صعوبته بسبب غياب إرادة تنفيذية وبنية بديلة لفرض القانون، مع تمييز بين الأسلحة الثقيلة القابلة للإزالة والصغيرة المخزنة في المنازل، التي قد تسمح بإعادة التسليح.
كما يربط الجهود الأمنية بحوافز مدنية مثل إعادة الإعمار وفرص العمل، لاستعادة ثقة السكان ومنع عودة الجحيم الذي عاشته غزة لعامين.
ماذا بعد؟
السيناريوهات المحتملة تشمل سيطرة إسرائيلية عسكرية لنزع السلاح وتدمير الأنفاق، لكن الباحث جهاد حرب يراه صعباً بسبب فشل إسرائيل في القضاء على حماس خلال عامين، مع خسائر كبيرة محتملة.
بديلاً، قوات حفظ سلام دولية عبر قرار من مجلس الأمن لنزع السلاح ودمج المقاتلين، إلا أن نسبته ضعيفة بسبب تحفظات إسرائيلية وأمريكية على التدويل.
السيناريو الأقرب هو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، مع اتفاق مع حماس لتسليم الأسلحة مقابل ضمانات أمنية وقانونية، مشابه لما حدث في أيرلندا، مع مراحل إعادة الإدماج.
يؤكد الخبراء أن النجاح يتطلب أفقاً سياسياً، برامج إعادة دمج، وحلول اقتصادية، مدعومة بإرادة دولية.
ومع ذلك، يحذر أبراهامز من أن حماس لن تنزع سلاحها طوعاً، وقد تستأنف إسرائيل حملتها إذا ضعفت البدائل، خاصة مع عدم توقع دور فعال من تركيا أو قطر، مما يجعل المستقبل معلقاً بين هدوء هش وعودة محتملة للعنف.