هل تقرب روسيا المسافات بين أمريكا وإيران؟.. محللون غربيون يجيبون لـ”بريفلكس”

روسيا وإيران

ماذا حدث؟

في 12 أبريل 2025، اختتمت الولايات المتحدة وإيران الجولة الأولى من المحادثات الدبلوماسية المتجددة في مسقط، مع تحديد الجولة الثانية في روما يوم 19 أبريل، وتم العقد الجولة الثانية في موعدها المحدد.

بين الجولتين، زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو للتنسيق مع الروس، في خطوة أثارت تساؤلات حول دور روسيا في هذا السياق.

التوترات الإيرانية-الإسرائيلية تظل العقبة الأبرز أمام أي اختراق دبلوماسي، حيث تسعى روسيا لتقديم نفسها كوسيط قادر على تهدئة هذا الصراع.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يضع منع إيران من امتلاك سلاح نووي وتجنب الحروب في الشرق الأوسط كأولويات، يبدو منفتحًا على فكرة التعاون مع روسيا، رغم المخاطر التي يحذر منها آخرون.

هذا التطور الدبلوماسي اللافت فتح باب التكهنات حول دور روسيا المحتمل في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإيران، وسط مفاوضات نووية تجددت مؤخرًا.

محللون غربيون يقدمون رؤى متباينة لـ”بريفلكس”، تكشف عن مفارقة واضحة: هل يمكن لموسكو أن تكون جسرًا للسلام، أم أن تدخلها قد يعقّد المشهد الإقليمي؟

أليكس فاتانكا، الباحث في معهد الشرق الأوسط، تحدث عن الدور الإيجابي المحتمل لروسيا، فرى أن موسكو، التي تعارض تسلح إيران نوويًا لأسباب تتعلق بأمنها القومي، يمكن أن تستخدم نفوذها لتخفيف التوترات بين إيران وإسرائيل، مما يدعم مفاوضات واشنطن مع طهران

على النقيض، حذرت الدكتورة يوليا-سابينا جويا، الباحثة في المعهد ذاته، من أن تدخل روسيا قد يعزز موقف إيران التفاوضي ويمنح موسكو مكاسب استراتيجية على حساب المصالح الغربية، خاصة في ظل تعاونها العسكري والسياسي الوثيق مع طهران.

لماذا هذا مهم؟

الجدل حول دور روسيا يكشف عن مفارقة عميقة.

من جهة، يرى فاتانكا أن روسيا تمتلك نفوذًا فريدًا بفضل علاقاتها مع كل من الزعيم الإيراني علي خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما يجعلها قادرة على التوسط لتجنب حرب إقليمية.

هذا الدور يتماشى مع رغبة ترامب في تحقيق استقرار دون توريط أمريكي مباشر، خاصة أن روسيا أظهرت في 2018 قدرتها على التوسط بين إيران وإسرائيل في سوريا.

لكن، من جهة أخرى، تؤكد جويا أن روسيا ليست وسيطًا محايدًا، فعلاقتها الاستراتيجية مع إيران، التي تشمل دعم الوكلاء مثل حزب الله والحوثيين، والتعاون في تجاوز العقوبات، تجعلها طرفًا منحازًا.

وتعتبر جويا أن تدخل روسيا قد يمنح إيران مزايا تفاوضية، بينما يعزز نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، خاصة بعد خسارة حليفها بشار الأسد في سوريا.

هذه المفارقة تعكس تعقيدات الدبلوماسية في منطقة مشتعلة، فبينما يرى البعض في روسيا حليفًا تكتيكيًا يمكن أن يخدم أهداف ترامب قصيرة المدى، يحذر آخرون من أن التعاون مع موسكو قد يضعف الموقف الأمريكي طويل الأمد، خاصة في ظل سجلها في خرق الاتفاقات ودعم الأطراف المعادية للغرب.

ماذا بعد؟

مستقبل هذه المفاوضات يعتمد على كيفية تعامل واشنطن مع عرض روسيا، فيتقرح فاتانكا اختبار جدية موسكو عبر تكليفها بمهمة محددة: تقليص التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل، مثل وقف إمدادات الصواريخ للحوثيين.

ويؤكد ان نجاح هذا الدور قد يمنع تصعيدًا إقليميًا ويمنح ترامب إنجازًا دبلوماسيًا يروج له كانتصار.

لكن جويا تحذر من أن السماح لروسيا بالتوسط قد يفتح الباب أمام مطالب روسية في ملفات أخرى، مثل تقليص الوجود العسكري الأمريكي في البلطيق أو القوقاز، مما يضر بمصالح الحلفاء.

وتشير إلى أن أي صفقة قد تتجاهل التهديدات غير النووية لإيران، مثل دعمها للوكلاء، مما يعقد الاستقرار الإقليمي.

في النهاية، يبقى السؤال: هل تستطيع روسيا، التي تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي، أن تكون وسيطًا نزيهًا؟.. الإجابة ستحدد ما إذا كانت هذه المحادثات ستؤدي إلى استقرار أم إلى تعقيدات جديدة في الشرق الأوسط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *