هل تعيد العقوبات إيران إلى طاولة المفاوضات؟

هل تعيد العقوبات إيران إلى طاولة المفاوضات؟

ماذا حدث؟

جددت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة (الثلاثي الأوروبي) تهديدها لإيران بتفعيل آلية “السناب باك” بموجب قرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015، التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة المعلقة بموجب الاتفاق النووي (JCPOA).

هذا التهديد، الذي أُعلن لأول مرة في 8 أغسطس، يأتي كرد على عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، بما في ذلك امتلاكها 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

الثلاثي الأوروبي طالب إيران بالسماح بتفتيش غير مقيد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستئناف المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن قبل نهاية أغسطس، وإلا سيتم تفعيل العقوبات.

إيران ردت بزعم أن الاتفاق النووي قد انتهى، محاولةً تقويض شرعية الآلية. روسيا، التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن في أكتوبر، قد تعرقل العملية، مما يجعل الموعد النهائي في أغسطس حاسمًا.

الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق في 2018، تظل صامتة، تاركةً القيادة للأوروبيين.

لماذا هذا مهم؟

تفعيل “السناب باك” قد يعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة، بما في ذلك حظر الأسلحة، تجميد أصول الحرس الثوري وشركات الشحن، وتقييد التجارة المتعلقة بالبرامج النووية والصاروخية.

اقتصاد إيران، الذي يعاني من تضخم يقارب 40%، نقص الكهرباء، وتلوث الهواء، قد يواجه ضغوطًا إضافية إذا تأثرت صادرات النفط إلى الصين، التي تشكل 60% من صادرات إيران.

ومع ذلك، فعالية العقوبات قد تكون محدودة إذا تجاهلتها الصين وروسيا، حيث لا تغطي العقوبات تجارة النفط مباشرة.

سياسيًا، العقوبات قد تبرر لإيران تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مما يزيد التوترات الإقليمية.

الدور الأوروبي يعزز الضغط على إيران، لكنه يعكس أيضًا تحديات التنسيق مع واشنطن، التي تواجه نزاعات تجارية مع الصين.

ماذا بعد؟

إذا فُعّلت العقوبات، قد تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية إضافية، خاصة إذا تأثرت مبيعات النفط بسبب تردد البنوك وشركات الشحن.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تعود إيران إلى المفاوضات بسهولة، حيث يرفض المتشددون التراجع تحت الضغط.

قد تستغل إيران الدعم الصيني والروسي للالتفاف على العقوبات، لكن إذا رأى المرشد الأعلى علي خامنئي تهديدًا لاستمرار النظام، فقد يسمح للإصلاحيين باستكشاف خيارات دبلوماسية.

الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي قد يعززان الضغط عبر استهداف شبكات التهريب، لكن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على إقناع الصين بالامتثال.

على المدى الطويل، قد يؤدي استمرار التوترات إلى تصعيد عسكري، خاصة مع مخاوف إيران من عمليات إسرائيلية سرية، مما يجعل العودة إلى المفاوضات رهانًا صعبًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *