هل تستطيع الهند أخذ مكانة الصين بسوق العناصر النادرة؟

العناصر الأرضية النادرة

ماذا حدث؟

بدأت الصين، التي تنتج 60% وتكرر 90% من العناصر الأرضية النادرة عالمياً، تخفيف قيودها بعد اتفاق تجاري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن هيمنتها لا تزال تُثير قلقاً عالمياً.

في المقابل، أعلنت الهند عن خطط لتعزيز استخراج وتكرير احتياطياتها من العناصر الأرضية النادرة (REEs)، رداً على قيود الصين على تصدير هذه المواد الحيوية.

تمتلك الهند ثالث أكبر احتياطي عالمي حوالي 6.9 مليون طن من هذه المعادن، بعد الصين التي تملك 44 مليون طن والبرازيل، وتستخرج الهند 35% من رواسب الرمال الشاطئية العالمية الغنية بهذه العناصر.

وزير التجارة الهندي بيوش غويال وصف قيود الصين بـ”إشارة تنبيه”، مما دفع الهند لتوسيع قدراتها عبر شركة “Indian Rare Earths Limited”.

لماذا هذا مهم؟

تُستخدم العناصر الأرضية النادرة في صناعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، والإلكترونيات، والدفاع، وتُشكل سوقاً بقيمة 2 مليار دولار.

قيود الصين أثرت على شركات السيارات في الهند والولايات المتحدة واليابان، مما يُبرز الحاجة إلى تنويع سلاسل التوريد.

تمتلك الهند احتياطيات كبيرة، لكنها تُنتج أقل من 1% من الإنتاج العالمي بسبب نقص التكنولوجيا المتقدمة، والخبرة الفنية، وضعف البنية التحتية.

إذا نجحت الهند في بناء قدراتها، يمكنها أن تُصبح بديلاً استراتيجياً للصين، خاصة لشركاء مثل الولايات المتحدة، ومع ذلك، التحديات كبيرة، حيث تتطلب الصناعة استثمارات ضخمة وإصلاحات تنظيمية.

كيف يمكن للهند المنافسة؟

1- تعزيز القدرات المحلية: أطلقت الهند “المهمة الوطنية للمعادن الحرجة” في 2025 لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مع خطط لشراكات مع القطاع الخاص ودعم مالي. مشاريع مثل مصنع مغناطيس IREL قيد الإنجاز، لكن الهند تفتقر إلى تكنولوجيا التكرير المتقدمة مقارنة بالصين والولايات المتحدة.

2- الشراكات الدولية: انضمت الهند إلى “شراكة أمن المعادن” بقيادة الولايات المتحدة، وتتعاون مع أستراليا واليابان. على سبيل المثال، شراكة IREL مع تويوتا تسوشو اليابانية في أندرا براديش تُعزز التكرير.

3- إصلاحات تنظيمية: احتكار IREL وتوقف تعدين الرمال الشاطئية عام 2019 بسبب مخاوف بيئية يُعيقان الإنتاج. اقترحت الصناعة تقسيم IREL وتشجيع القطاع الخاص لزيادة الابتكار.

4- الطلب المحلي: الطلب المتزايد في قطاعات السيارات الكهربائية والدفاع يُشجع الاستثمار، لكن الهند لا تزال تستورد 99% من المغناطيسات من الصين.

هل تستطيع الهند أخذ مكانة الصين؟

من غير المرجح أن تحل الهند محل الصين، التي طورت هيمنتها عبر عقود من الاستثمار الاستراتيجي والتكنولوجيا المتقدمة.

وفقاً لخبيرة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS غراسلين باسكاران، يمكن للهند أن تُصبح مصدراً مهماً، لكنها لن تُزيح الصين، لوجود عدة تحديات تشمل: 

1- التكنولوجيا: الهند تفتقر إلى القدرة على فصل وتكرير العناصر مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم بكفاءة عالية.

2- البنية التحتية: مناطق التعدين تعاني من ضعف الطرق والطاقة، مما يُعيق التوسع السريع.

3- التمويل: تتطلب الصناعة استثمارات ضخمة، ومحدودية مشاركة القطاع الخاص تُبطئ النمو.

4- الوقت: بناء سلسلة توريد تنافسية يستغرق سنوات، بينما الصين تُهيمن حالياً بفضل تكاليف منخفضة وتكنولوجيا متقدمة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *