هل ترث تركيا مكانة إيران في العالم العربي؟

هل ترث تركيا مكانة إيران في العالم العربي؟

ماذا حدث؟

شهدت المنطقة تغييرات جذرية في الأشهر الأخيرة من 2025، مع إضعاف نفوذ إيران بعد هجمات إسرائيلية على منشآتها النووية، وتدخل تركي للتصدي لـ”محور المقاومة” الإيراني في لبنان وسوريا.

في 9 أكتوبر 2023، أثار بولنت أرينتش، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جدلاً بتصريحاته عن علاقة تركيا المعقدة مع حماس، مشدداً على ضرورة حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وانتقاده للحركة لعدم الاستماع لنصائح أنقرة تجاه إسرائيل.

مع تصاعد هجمات حماس على إسرائيل، أصبحت تركيا وسيطاً رئيسياً في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بفضل ضغوطها على حماس، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة.

كما ساهمت في الاستقرار السوري بعد سقوط الأسد، حيث أصبحت سوريا حليفة لأنقرة بدلاً من طهران، مما أعاد رسم خريطة التحالفات الإقليمية.

هذه التطورات أثارت تحليلات تصف تركيا بـ”الخطر القادم” على إسرائيل، لكنها كشفت عن دورها كقوة معتدلة تُدير التوترات دون تدمير.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل تراجع إيران، التي اعتمدت على الوكلاء مثل حزب الله والحوثيين لتصدير “ثورة” عنيفة، فرصة لتركيا لملء الفراغ كقوة إقليمية معتدلة، حيث تُدعم الفلسطينيين دون رفض إسرائيل، وتُشجع حماس على الاعتدال منذ عقود.

هذا الدور يُعزز الاستقرار، خاصة في غزة وسوريا، حيث ساهمت تركيا في وقف إطلاق النار وإعادة إعمار، بالتعاون مع ترامب، مما يُقلل من مخاطر “الحروب التي لا تنتهي”.

ومع ذلك، تُثير نزعة أردوغان السلطوية مخاوف، إذ أدت إلى تراجع الحريات الداخلية، لكن في الخارج، “العثمانية الجديدة” تعتمد على القوة الناعمة والاقتصاد، لا الغزو، مما يُميزها عن الإيرانية العدوانية.

في العالم العربي، يُرى أردوغان كـ”سلطان معتدل” يُداري المسألة الكردية ويُدعم التعددية، مما يُعيد تشكيل التحالفات بعيداً عن طهران، لكنه يتطلب توازناً بين الديمقراطية والسلام، خاصة مع مخاوف إسرائيل من “صحوة إسلامية”.

ماذا بعد؟

مع إضعاف إيران، قد تُعزز تركيا نفوذها كوسيط في الشرق الأوسط، خاصة في غزة وسوريا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لكن ذلك يتطلب كبح طموحاتها التوسعية وإصلاحات داخلية لاستعادة الثقة.

إسرائيل قد تُعترف بدور أنقرة إذا ساهمت في السلام، لكن استمرار الاتهامات قد يُشعل توترات.

على المدى الطويل، يُمكن لتركيا أن تُقود “تحالفاً معتدلاً” عربياً-إسلامياً يُركز على الاقتصاد والتعددية، مما يُعيق عودة إيران، لكن فشل أردوغان في الانتخابات المقبلة قد يُغير الديناميكية.

في النهاية، يعتمد وراثة المكانة على قدرة تركيا على الجمع بين القوة والاعتدال، لتحقيق سلام دائم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *