هل تتورط الفصائل العراقية في حرب إيران وإسرائيل؟

هل تتورط الفصائل العراقية في حرب إيران وإسرائيل؟

ماذا حدث؟

منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو 2025،رصدت وسائل إعلام غربية تحركات ميدانية لفصائل عراقية موالية لإيران، تُشرف عليها غرفة عمليات تابعة للحرس الثوري.

هذه الفصائل، مثل “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق”، هددت باستهداف القواعد الأمريكية إذا تدخلت واشنطن في الصراع، بينما دعت إلى “جهوزية المقاومة” لدعم إيران.

ومع ذلك، لم تصدر أوامر مباشرة من طهران بعد، مما أبقى الفصائل في حالة استعداد دون عمليات هجومية.

الحكومة العراقية، عبر وزير الخارجية فؤاد حسين، تدين الضربات الإسرائيلية لكنها تدعو للتهدئة، بينما حذر مقتدى الصدر من جر العراق إلى حرب جديدة، مطالبًا بـ”صوت الحكمة”.

تُشير تقارير إلى أن إيران زودت هذه الفصائل بصواريخ مثل “فاتح-110” وطائرات مسيرة مثل “شاهد 136″، مع وجود شركات إيرانية تصنع أسلحة في العراق.

لماذا هذا مهم؟

الفصائل العراقية الموالية لإيران، المنضوية تحت “المقاومة الإسلامية في العراق”، تمثل ذراعًا رئيسيًا في استراتيجية “وحدة الساحات” الإيرانية، التي تهدف إلى توحيد ردود حلفائها ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

تمتلك هذه الفصائل، مثل “كتائب حزب الله” و”حركة النجباء”، ترسانة من الصواريخ والمسيرات موزعة في مواقع استراتيجية كجرف الصخر، القائم، وبادية السماوة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ هجمات على إسرائيل أو القواعد الأمريكية.

ومع ذلك، ضعف إيران بعد خسائرها العسكرية وسقوط نظام الأسد في سوريا قلّص من نفوذها الإقليمي، مما يجعل مشاركة الفصائل مرهونة بقرارات طهران.

تباين مواقف الفصائل، بين تهديدات “كتائب حزب الله” وصمت البعض، قد يعكس تقاسم أدوار أو انتظار تعليمات.

تورط الفصائل قد يُعرض العراق لردود فعل إسرائيلية أو أمريكية، مما يُهدد استقراره الاقتصادي والسياسي، خاصة مع ضغوط “الإطار التنسيقي” لتجنب الحرب.

ماذا بعد؟

إذا أصدرت إيران أوامر للفصائل، قد تشن هجمات صاروخية أو بمسيرات على إسرائيل أو القواعد الأمريكية، خاصة من مواقع مثل جرف الصخر أو القائم، مما يُحول العراق إلى ساحة صراع مفتوحة، وهذا قد يُؤدي إلى ضربات انتقامية إسرائيلية أو أمريكية، كما حذر علي البيدر، مما يُفاقم الأزمة الاقتصادية العراقية.

قد تختار بعض الفصائل، تحت ضغط الحكومة العراقية أو بسبب ضعف إيران، عدم التدخل، خاصة إذا نجحت المفاوضات الدبلوماسية الأوروبية-الإيرانية. تصريحات الصدر تدعم هذا التوجه، لكن “كتائب حزب الله” قد تتصرف بشكل مستقل.

قد يوسع تورط الفصائل الصراع ليشمل دول الخليج، خاصة إذا استهدفت الصواريخ أهدافًا سعودية أو إماراتية، فهذا قد يُعطل إمدادات النفط ويُهدد الأسواق العالمية.

قرار إيران خلال الأسبوعين القادمين، ونتائج مفاوضات ترامب، سيكونان حاسمين في تحديد دور الفصائل، لكن العراق يظل عرضة لخطر التحول إلى وكيل إيراني في صراع كارثي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *