ماذا حدث؟
أسقطت طائرات مسيرة إسرائيلية أربع قنابل يدوية بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء عملها على إزالة عوائق بالقرب من الخط الأزرق، جنوب شرق بلدة مروحين.
وفقاً لبيان اليونيفيل، سقطت إحدى القنابل على بعد 20 متراً فقط من أفراد وآليات الأمم المتحدة، بينما سقطت الثلاث الأخرى على بعد حوالي 100 متر.
اليونيفيل أكدت أن الجيش الإسرائيلي كان قد أُبلغ مسبقاً بأعمالها في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الهجوم.
وصفت اليونيفيل الحادث بأنه أحد أخطر الهجمات على قواتها منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024.
لم يُبلغ عن إصابات، لكن الحادث أثار قلقاً دولياً بسبب استهداف قوات حفظ السلام.
لماذا هذا مهم؟
يُعد الهجوم انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن 1701، الذي يكلف اليونيفيل بمراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم الجيش اللبناني في جنوب لبنان.
اليونيفيل، التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي من 50 دولة، تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على الاستقرار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
استهداف قواتها، خاصة بعد إخطار الجيش الإسرائيلي مسبقاً، يثير مخاوف من تصعيد عسكري متعمد قد يعرقل جهود السلام.
هذا الحادث يأتي في سياق توتر مستمر، حيث ترفض إسرائيل الانسحاب من خمسة مواقع استراتيجية على الحدود، مشروطةً ذلك بنزع سلاح حزب الله، بينما يتمسك لبنان بدور اليونيفيل كوسيط محايد.
الهجوم يهدد بتقويض ثقة المجتمع الدولي في قدرة الأمم المتحدة على حماية قواتها، مما قد يضعف مهمتها في المنطقة.
ماذا بعد؟
الهجوم قد يدفع الدول المساهمة في اليونيفيل، مثل فرنسا وإيطاليا، إلى إعادة تقييم مشاركتها أو المطالبة بضمانات أقوى لحماية قواتها.
لبنان، الذي يعتمد على اليونيفيل لدعم جيشه في الجنوب، قد يواجه ضغوطاً متزايدة لتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله، رغم رفض الأخير.
إسرائيل، التي طالبت سابقاً بانسحاب اليونيفيل، قد تستغل الحادث للضغط على إنهاء مهمتها قبل ديسمبر 2026، كما ينص قرار مجلس الأمن 2790.
على المدى الطويل، قد يؤدي تكرار مثل هذه الحوادث إلى انسحاب تدريجي لليونيفيل، مما يترك فراغاً أمنياً قد يُشعل مواجهات جديدة بين إسرائيل وحزب الله.
المجتمع الدولي مدعو للتدخل لضمان احترام القوانين الدولية وحماية قوات حفظ السلام.