ماذا حدث؟
وقع هجوم مسلح يوم السبت 13 ديسمبر 2025 قرب مدينة تدمر التاريخية في وسط سوريا، أثناء جولة ميدانية مشتركة بين قوات أمريكية وقوات أمن سورية.
نفذ الهجوم مسلح منفرد، تبين لاحقاً أنه عضو في قوات الأمن السورية يحمل أفكاراً متطرفة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أسفر الهجوم عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني أمريكي، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة أمريكيين آخرين واثنين من القوات السورية. قتل المنفذ في الموقع بعد اشتباك مع القوات.
أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال خمسة مشتبه بهم، وأكدت أن المنفذ كان تحت المراقبة بسبب شبهات متطرفة، لكنه نفذ العملية قبل اتخاذ إجراء رسمي ضده.
أدان الرئيس السوري أحمد الشرع الهجوم، وبعث تعازيه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعهد برد حازم.
لماذا هذا مهم؟
كشف الهجوم عن ثغرات أمنية عميقة في النظام السوري الجديد، حيث تمكن عنصر متطرف من التسلل إلى صفوف قوات الأمن والوصول إلى دورية مشتركة مع القوات الأمريكية.
يعكس ذلك ضعف السيطرة على الولاءات داخل الأجهزة الأمنية، وعدم القدرة الكاملة على تصفية العناصر المتطرفة المتبقية من عصر داعش أو المنشقين غير الراضين عن توجهات الشرع نحو الاعتدال.
أثار الحادث قلقاً أمريكياً متزايداً حول التعاون الناشئ مع دمشق، ودفع إلى إعادة تقييم الثقة في قدرة النظام على حماية القوات الأمريكية.
يبرز أيضاً مخاوف مجتمعية واسعة بين مختلف الطوائف والأعراق في سوريا من تفكك محتمل، خاصة مع استمرار نشاط خلايا داعش في البادية.
يُعد الهجوم أول حادث قاتل لقوات أمريكية منذ سقوط نظام بشار الأسد، مما يضع ضغطاً على مساعي الشرع لكسب شرعية دولية.
ماذا بعد؟
من المتوقع استمرار التحقيقات المشتركة لكشف أي روابط أوسع للمنفذ بداعش، مع تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الوسطى.
قد يؤدي الحادث إلى إعادة نظر أمريكية في حجم القوات أو طبيعة التعاون، خاصة مع تهديد ترامب بالرد.
يواجه الشرع تحدياً في إثبات السيطرة الكاملة، مما قد يدفع إلى تسريع عمليات التصفية داخل الأجهزة الأمنية وتعزيز التنسيق مع التحالف الدولي.
على المدى الأطول، يمكن أن يعيق الهجوم جهود المصالحة الوطنية واندماج قوات سوريا الديمقراطية، إذا استمر الشعور بعدم الأمان.
يأمل المسؤولون أن يؤدي الرد السريع إلى احتواء التداعيات، لكن الهشاشة المكشوفة قد تطيل فترة عدم الاستقرار.