هجوم أوكرانيا الجريء على روسيا.. هل يشعل الحرب أم يمهد للسلام؟

هجوم أوكرانيا الجريء على روسيا.. هل يشعل الحرب أم يمهد للسلام؟

ماذا حدث؟

في 1 يونيو 2025، نفذت أوكرانيا هجومًا بطائرات مسيرة، أطلق عليه اسم “شبكة العنكبوت”، استهدف أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95 وTu-22M وطائرات A-50 للاستخبارات، في خمس قواعد جوية روسية تمتد من مورمانسك إلى إيركوتسك.

وفقًا لجهاز الأمن الأوكراني (SBU)، دمر الهجوم 34% من أسطول روسيا للقاذفات الاستراتيجية، بأضرار تقدر بـ7 مليارات دولار، في عملية استغرقت 18 شهرًا من التخطيط تحت إشراف الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

استخدمت أوكرانيا 117 طائرة مسيرة، تم تهريبها داخل روسيا وإخفاؤها في هياكل خشبية متنقلة قبل إطلاقها.

في الوقت نفسه، شنت روسيا أكبر هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا بـ472 طائرة، إلى جانب صواريخ، مما أسفر عن مقتل 12 جنديًا أوكرانيًا وإصابة 60 آخرين.

يأتي هذا التصعيد عشية جولة جديدة من محادثات السلام في إسطنبول ، بقيادة وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف وممثل الكرملين فلاديمير ميدينسكي.

لماذا هذا مهم؟

هذا الهجوم، الذي وصفة بعض المدونين الروس بـ”بيرل هاربور”، يبرز تفوق أوكرانيا في الابتكار العسكري، مقارنةً بعملية إسرائيلية ضد “بيجر” حزب الله.

على عكس هجمات روسيا على المدنيين، استهدفت أوكرانيا أصولًا عسكرية، مما يعزز موقفها الأخلاقي والاستراتيجي.

إضعاف 34% من القاذفات الروسية، التي تحمل صواريخ نووية محتملة، يحد من قدرة موسكو على استهداف أوكرانيا ويؤثر على مكون جوي في ثالوثها النووي، مما يفيد الأمن الأمريكي بشكل غير مباشر.

اقتصاديًا، الخسائر الروسية البالغة 7 مليارات دولار تضغط على ميزانية الكرملين المتوترة بالفعل بسبب العقوبات.

سياسيًا، يمنح الهجوم أوكرانيا نفوذًا في محادثات إسطنبول، حيث قدمت خارطة طريق لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، تبادل الأسرى، وإعادة الأطفال المرحلين، بينما ترفض روسيا تقديم مذكرتها.

لكن تصعيد روسيا المتزامن يشير إلى محاولتها إحباط المفاوضات، مما يعقد جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط.

ماذا بعد؟

على المدى القصير، من المرجح أن ترد روسيا بهجمات جوية مكثفة، لكن استخدام سلاح نووي تكتيكي غير محتمل بسبب حسابات بوتين الاستراتيجية.

محادثات إسطنبول قد تحقق تقدمًا محدودًا، مثل تبادل أسرى آخر، لكن الخلافات حول شروط وقف إطلاق النار – مثل مطالب روسيا بتسليم أراضٍ ونزع سلاح أوكرانيا – تجعل الاختراق الكبير بعيد المنال. موقف ترامب حاسم: فشله في فرض عقوبات جديدة، كما يدعو مشروع قانون مجلس الشيوخ المدعوم من 82 عضوًا، قد يشجع بوتين على المماطلة. إذا استفاد ترامب من نجاح أوكرانيا للضغط على بوتين، فقد يدفع نحو هدنة مؤقتة. على المدى الطويل، ستستمر أوكرانيا في تعزيز صناعتها الدفاعية، خاصة الطائرات المسيرة، لردع روسيا. لكن بدون دعم غربي قوي، خاصة من الولايات المتحدة، قد تواجه أوكرانيا تحديات في الحفاظ على زخمها. الهجوم يعزز فرص السلام إذا استُغل دبلوماسيًا، لكنه قد يشعل الحرب إذا ردت روسيا بتصعيد غير متناسب.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *