ماذا حدث؟
شنت إسرائيل غارة جوية غير مسبوقة على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة مبنى كان يُعتقد أن قادة من حركة حماس يجتمعون فيه لبحث مقترح سلام بوساطة أمريكية.
وصفت إسرائيل الغارة بأنها “دقيقة”، بينما أدانت قطر الهجوم واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وهو ما أيده عدد من الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة.
وأفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ البيت الأبيض بالهجوم مسبقًا، مع تأكيدات غير مؤكدة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر.
جاءت الغارة بعد هجوم نسبته إسرائيل لحماس في القدس، مما يشير إلى أنها قد تكون ردًا انتقاميًا.
هذا الهجوم أنهى فعليًا أي محادثات لوقف إطلاق النار في غزة، حيث يصر نتنياهو على “القضاء التام” على حماس، رافضًا أي تسوية تسمح ببقائها في القطاع.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الغارة على الدوحة نقطة تحول خطيرة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ تمثل أول هجوم مباشر على دولة خليجية، مما يهدد بتصعيد التوترات الإقليمية.
القرار يعكس استراتيجية نتنياهو لتدمير قيادات حماس بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك إلى خرق القوانين الدولية وتعطيل جهود الوساطة التي قادتها قطر ومصر.
هذا التصعيد يُعقّد العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، التي كانت تسعى لتطبيع العلاقات عبر اتفاقات أبراهام، لكنه أوقف هذا المسار بسبب الغضب الشعبي العربي من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
كما يكشف الهجوم عن دعم أمريكي مستمر لإسرائيل، رغم الإدانات الدولية، مما يضع واشنطن في موقف حرج كحليف لقطر.
الغارة تؤكد أيضًا تحول إسرائيل نحو سياسة “الأمن أولاً”، مع تراجع الدبلوماسية لصالح العمليات العسكرية.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر إسرائيل في تصعيد عملياتها العسكرية في غزة، مع التركيز على تدمير قيادات حماس والسيطرة على القطاع، حتى لو أدى ذلك إلى عزلة دولية متزايدة.
نتنياهو، بدعم من وزراء يمينيين متطرفين، يرفض أي مفاوضات تتيح لحماس البقاء، مما يعني استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان الجوع والتهجير.
أما أمريكا، فمن المرجح أن تواصل دعم إسرائيل، رغم الضغوط الدولية، مما قد يعزز من خطط ترامب لإعادة تشكيل المنطقة.
في النهاية، يبدو أن نتنياهو يراهن على فرض “نصر مطلق” عبر القوة العسكرية، مما يجعل أي حل دبلوماسي بعيد المنال في المدى القريب.