نانسي مايس تفجّر قنبلة جنسية في الكونغرس!

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة غير مسبوقة داخل مجلس النواب الأمريكي، وقفت النائبة الجمهورية نانسي مايس مساء الاثنين أمام المنصة، لتطلق اتهامات صادمة ضد خطيبها السابق وثلاثة رجال آخرين، متهمة إياهم بتخدير واغتصاب نساء، وتصوير فتيات قاصرات دون علمهن.

مايس، التي يبدو أنها تحضّر نفسها لخوض سباق منصب حاكم ولاية كارولاينا الجنوبية، لم تكتف بالكلام، بل عرضت صور الرجال المتهمين على لافتة ضخمة، في مشهد لم يحدث من قبل داخل الكونغرس.

وقالت بلهجة غاضبة، وكأنها تلقي حكمًا لا رجعة فيه:
“لقد حجزتم تذكرة ذهاب بلا عودة إلى الجحيم! لا محطات توقف، لا مكالمات، لا فرصة أخرى.. سنشاهدكم وأنتم تحترقون للأبد!”

لماذا هذا مهم؟

جاءت هذه الاتهامات وسط مشهد سياسي معقد، حيث تحاول مايس تقديم نفسها كصوت جمهوري مختلف، يجمع بين الخطاب المحافظ والتصعيد غير التقليدي، وهو أسلوب أصبح رائجًا بين السياسيين الشعبويين الذين يسعون للفت الأنظار بأي وسيلة.

استغلالها لحصانتها البرلمانية، التي تمنع ملاحقتها بتهمة التشهير، يجعل خطابها أكثر جرأة، لكنه يثير تساؤلات خطيرة حول مدى صحة هذه الاتهامات، خصوصًا أنها لم تقدم أي أدلة علنية، ولم تتوجه إلى القضاء بشكل رسمي.

في المقابل، سارع خطيبها السابق باتريك براينت إلى الرد ببيان رسمي، قائلًا:
“أنفي هذه المزاعم بشكل كامل، وسأتخذ جميع الإجراءات القانونية لتبرئة اسمي.”

التناقض في مواقف مايس يضيف طبقة أخرى من التعقيد، إذ سبق لها أن دعمت ترامب، رغم إدانته بالاعتداء الجنسي، كما دافعت عن مسؤول في إدارته متهم باعتداء مشابه. هذه الخلفية تجعل من الصعب تصديق أنها تتصرف من منطلق مبدئي بحت، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن خطابها قد يكون خطوة محسوبة لإعادة تموضعها داخل الحزب الجمهوري.

ماذا بعد؟

هذه القضية لن تتوقف عند خطاب داخل الكونغرس. مايس، التي ألقت كلمتها أمام قاعة شبه فارغة، تعلم جيدًا أن جمهورها الحقيقي ليس داخل المجلس، بل خارج أسوار واشنطن، حيث تتجه الأنظار نحو الانتخابات المقبلة.

في الأيام القادمة، ستتعرض لضغوط متزايدة لتقديم أدلة حقيقية، وإلا فإن هذه القضية قد تنقلب ضدها. فإذا لم تتقدم ببلاغ رسمي، أو لم تظهر أي إثباتات، فقد تجد نفسها في موقف لا تُحسد عليه، حيث تتحوّل من نائبة تقود معركة ضد المعتدين إلى سياسية تبحث عن إثارة إعلامية.

في المقابل، قد تجبر هذه الضجة جهات إنفاذ القانون على فتح تحقيق، ليس فقط في اتهاماتها، ولكن أيضًا في دوافعها السياسية. فهل كان هذا الخطاب لحماية ضحايا حقيقيين، أم أنه مجرد عرض مسرحي سياسي محسوب بدقة؟

المؤكد أن مايس إما فجّرت أكبر فضيحة في حياتها، أو أنها تراهن على أكبر مقامرة سياسية قد تعصف بمستقبلها بالكامل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *