من هو غياث دلا قائد الثورة المضادة في سوريا؟

#image_title

في ليلة دامية، شهد الساحل السوري اشتباكات عنيفة، في هجمات وُصفت بأنها “مُعدة مسبقاً” و”مُنسقة بعناية”.

هذه الأحداث، التي وقعت في مدن طرطوس واللاذقية وبانياس، أطلقت شرارة ظهور تشكيل عسكري جديد تحت اسم “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، والذي أعلن عن نفسه عبر بيان غامض انتشر على منصات التواصل الاجتماعي.

لكن السؤال الذي يطفو على السطح: من يقف خلف هذا المجلس؟.. الإجابة تكمن في اسم واحد: غياث دلا، القائد السابق في “الفرقة الرابعة” التابعة لنظام الأسد، والذي عاد إلى الواجهة بشكل مفاجئ.

بيان الغضب والأهداف الطموحة

في بيانه الأول، حدد “المجلس العسكري لتحرير سوريا” أهدافاً طموحة، منها “تحرير كامل التراب السوري من القوى المحتلة والإرهابية”، و”إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية”، و”إسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته الطائفية القمعية”.

لكن اللافت في البيان كان توقيع غياث دلا، الرجل الذي اختفى عن الأنظار بعد سقوط نظام الأسد، ليعود الآن كقائد لهذا التشكيل الجديد.

من هو غياث دلا؟

غياث دلا، المنحدر من عائلة علوية تقيم في بلدة بيت ياشوط بريف اللاذقية، يُعتبر أحد أبرز القادة العسكريين الذين ارتبطت أسماؤهم بنظام الأسد.

بدأ مسيرته العسكرية في اللواء 42 التابع للفرقة الرابعة – دبابات، والتي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق.

وبفضل ولائه المطلق للنظام، تدرج دلا في الرتب العسكرية ليصبح قائداً لقوات “الغيث”، وهي وحدة عسكرية تابعة للفرقة الرابعة.

من داريا إلى معضمية الشام

ارتبط اسم غياث دلا بالعديد من المجازر التي ارتُكبت خلال سنوات الحرب السورية، ففي أغسطس/آب 2012، شارك في مجزرة داريا الكبرى، التي راح ضحيتها أكثر من 700 شخص، بينهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي مارس/آذار 2013، قاد حملة عسكرية وحشية ضد معضمية الشام، أسفرت عن مقتل نحو 2000 مدني، بينهم أكثر من 60 سيدة و100 طفل، بالإضافة إلى آلاف الجرحى.

كما لعب دلا دوراً رئيسياً في تهجير أهالي حي القابون الدمشقي، الذي تحول إلى كومة من الركام بعد حملة عسكرية قاسية استهدفت سكان الحي الذين شاركوا في الثورة السورية منذ بدايتها.

العلاقة مع إيران وحزب الله

يُعتبر دلا أحد أبرز الموالين للمحور الإيراني داخل النظام السوري السابق، فقد نسق عملياته العسكرية بشكل وثيق مع الميليشيات التابعة لإيران، مثل “لواء الإمام الحسين” التابع لفيلق القدس الإيراني، بالإضافة إلى عناصر من “حزب الله” اللبناني.

وفي منتصف عام 2018، أُرسل دلا إلى منطقة القنيطرة و”مثلث الموت” في جنوب سوريا، حيث عمل على ضم عناصر إيرانية وأفغانية إلى قواته، مستخدماً أسلوب التمويه لإخفاء هوياتهم.

ما الذي يعنيه ظهوره الآن؟

عودة غياث دلا إلى الساحة العسكرية تطرح تساؤلات عديدة حول أهدافه الحقيقية ودور “المجلس العسكري لتحرير سوريا”.

هل يسعى دلا إلى إعادة تشكيل المشهد العسكري في سوريا؟ أم أن ظهوره يمثل محاولة لملء الفراغ الذي تركه انهيار نظام الأسد؟

الأكيد أن دلا، الذي يُوصف بأنه “تلميذ ماهر الأسد”، يحمل معه تاريخاً عسكريًا يجعله لاعباً خطيراً في المعادلة السورية.

التحديات التي تواجه دلا

رغم الطموحات التي أعلنها “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، إلا أن غياث دلا يواجه تحديات جسيمة، فمن جهة، هناك قوات الإدارة السورية الجديدة التي بدأت عمليات تمشيط واسعة في المناطق الساحلية للحد من نفوذه.

ومن جهة أخرى، فإن تاريخ دلا العسكري وعلاقته الوثيقة بإيران قد يقللان من فرص حصوله على دعم شعبي واسع.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *